ترتيبات السلطات المحلية تدفع "الشرعية" لمعركة جديدة

خاص – YNP ..

تستعر وتيرة الصراع مجددا بين فرقاء "الشرعية" في اليمن، وقد فتح التحالف مزاد السلطات المحلية  والأمن .. وعلى الرغم من التوافق الذي بدأ بين  رعاة الحرب الاقليمين  تبدو على الارض مؤشرات  معركة جديدة، فما تبعاتها ومن الطرف الاقرب للحسم وإلى اين يتجه الوضع؟

في تعز، اختار الاصلاح الذكرى التاسعة  والثلاثيين لتأسيس  المؤتمر  لإخراج تظاهرة  تطالب برحيل اخر رموزه في سلطة المحافظة، وقد هدف من خلال تظاهرة السبت افشال محاولة حليفه في السلطة للعودة إلى المشهد  متدثرا بثوب "صالح"  وفي الوقت ذاته التأكيد على استمرار الحزب في حملته الهادفة لاجتثاث المؤتمر  منذ سنوات واعادة صياغته وفق لاجندة "الاخوان" تلك التي برزت بالفعالية التي اقامها الاصلاح في مأرب واختار فيها من يمثل المؤتمر ولو من خارج دائرة الحزب.

توقيت التحرك للإصلاح في تعز لا تخرج عن دائرة الصراع الواسع بين الاصلاح وخصومه داخل ما تسمى بـ"الشرعية" في عموم المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التحالف جنوب وشرق وصولا إلى الساحل الغربي،  ففي مدينة المخا المجاورة والصبيحة المتوقع اعلانها اقليم جديد ضمن خارطة الحل المطروحة حاليا على طاولة المفاوضات، يتحرك  الاصلاح عسكريا وسياسيا وعينه على انهاء قائد فصائل المؤتمر الموالية للإمارات في الساحل الغربي وفصل مناطق الصبيحة المطلة على باب المندب وبما يبقى هذا الاقليم بحدوده من مدينة تعز وصولا إلى المخا في الساحل والصبيحة في لحج  خالص للإصلاح وبدون منافس ضمن استراتيجية يبدو من خلالها أن الاصلاح المدعوم من اطراف اقليمية كتركيا   وقطر يركز على اهم المحافظات من حيث الموقع والثروة ، وتلك الاستراتيجية تمتد إلى شبوة ، حيث يناور الحزب في وجه المساعي  لإسقاط سلطته سياسيا تحت مسمى تغيرات للمحافظين وهو الأن يدفع باتجاه  التصعيد ضد الامارات في بلحاف بغية الضغط لإبقاء محافظه  هناك وبتقاسم مريح يحافظ خلاله على   مصالح ابوظبي ، اضافة إلى تحركاته في حضرموت حاليا عبر  رئيس فرعه هناك محسن باصرة والذي تتحدث تقارير عن ضغوطه على قيادات في سلطة هادي لإجراء تغيرات وظيفية في مناطق وادي وصحراء حضرموت وبما يبقي هذه المناطق تحت سيطرته مستقبلا في الهضبة النفطية حتى وأن تغير المحافظ الحالي.. في المقابل لا تقل وتيرة  تحركات خصوم الاصلاح المدعومين اماراتيا عن تحركاته، فالمؤتمر  يدفع بكل ثقله في معركة تعز ، ويحاول ايضا ايجاد موطئ قدم  في شبوة بحكم علاقة عائلة صالح بالشركات الاجنبية التي تشغل حقول ومنشات النقط والغاز هناك، وصولا إلى مأرب  حيث يحاول تفكيك منظومة الاصلاح هناك عبر  رئيس الاركان  الذي يخوض حربا ضروس ضد فصائل الاصلاح، وجميع هذه التحركات تأتي ايضا بموازاة تحركات للانتقالي،  الوجه الاخر للإمارات جنوبا، وقد بدأ الاخير تحركات  بعقد اتفاقيات  مع محافظ هادي في لحج  برزت بتعيين قائد الحزام الامني قائدا للقوات المنتشرة في ساحل المحافظة القريبة من باب المندب،  ويضغط عسكريا لإسقاط ابين، ناهيك عن تشديد قبضته على سقطرى  باجتثاث لمسؤولي هادي على مستوى المكاتب والادارات الامنية والخدمية تحسبا لتنصيب محافظ في ظل شروط هادي والاصلاح.

هذه التطورات القت بظلالها على الوضع الهش والانفلات الامني في مناطق "الشرعية" وقد شهدت تلك المناطق تفجيرات واغتيالات وتصفيات بدء من الضالع البوابة الشمالية حيث استهدفت قافلة سلفية، مرورا بلحج حيث تعرضت قاعدة العند توا لقصف صاروخي وعدن حيث الاختطافات والتصفيات في ذروتها، إضافة إلى ابين حيث يتصاعد التوتر مع تحشيد الانتقالي لمنع عودة محافظ هادي ورد الاصلاح بترتيبات في احور، كما هو الحال ذاته في شبوة، وحضرموت والمهرة وسقطرى وحتى مأرب،  وجميعها مؤشرات على أن هذه المناطق  في طريقها لنفق مجهول في ظل التحشيدات لمعركة تبدو "كسر عظم" نظرا لتزامنها مع تحركات دولية لإبرام اتفاق سلام جديد في اليمن، على الرغم من  أن المشهد الاقليمي  يشهد تقارب بين قوى الصراع على اليمن برز بقمة بغداد  وصولا إلى الزيارات المكوكية لمستشار الامن الاماراتي طحنون بن زايد إلى تركيا وقطر ..