السعودية تبحث في عمان بديل للمهرة

خاص – YNP ..

على ايقاع التوتر بين الامارات والاصلاح  في شبوة، والحراك الاقتصادي في العاصمة العمانية، اجلت السعودية قواتها من مديريات حدودية في محافظة المهرة اليمنية، فهل قررت المملكة الانسحاب من اليمن على غرر انسحاب  الولايات المتحدة  من امريكا في ظل مؤشرات تراجع النفوذ الامريكي في المنطقة والذي تستند عليه السعودية للهيمنة، أم محاولة  لإيصال رسالة لحليفتها الصغيرة بشأن طريق الخروج؟

 في شبوة، الثرية بالنفط  والغاز،  تلعب السعودية دور بارز في الصراع بين الفصائل الموالية لها هناك بقيادة الاصلاح ، وكيلها الحصري لعقود في اليمن، والإمارات، حليفتها الصغيرة وليدة الأمس.  ومع أن قائد قواتها والحاكم العسكري في شبوة  يحاول لعب دور الوسيط للتهدئة، تشير  التحركات على الأرض إلى أن الهدف السعودي الأن هو كيفية التخلص من الإمارات في هذه المحافظة التي تشكل اهم عائق امام طموح السعودية في تنفيذ اتفاق الرياض نظرا لتمسك الامارات بها ضمن خطة لتقاسم المكاسب مع السعودية.

تدرك الامارات جيدا للدور السعودي، وهي تحاول الرد عليه بطريقة غير مباشرة، وقد دفعت بقادة فصائلها في الساحل الغربي للتصعيد صوب الهضبة النفطية في وادي حضرموت، شرقي اليمن،  والتي تعد ابرز موارد السعودية  و بعدها الاستراتيجي نظرا لقربها من الحدود السعودية.

قد يكون ارسال وحدات النخبة الحضرمية إلى عقبة عجزر على تخوم وادي عمد مجرد ورقة ضغط على السعودية مقابل ضغط الاصلاح على بلحاف،  لكنه يعكس حجم الازمة المتفاقمة بين الحليفتين  خصوصا في ظل محاولات السعودية  لاختراق اتفاق الرياض  عبر تغيرات على مستوى السلطات المحلية لـ"الشرعية" وكذا الامن، وهذه الخطوة تحاول من خلالها تحقيق العديد من المكاسب على الارض اولها تبيت  سلطات موالية لها في تلك المحافظات الاستراتيجية وبما يبقي يد السعودية التي اقتصت شمالا  قابضة على اهم موارد اليمن من النفط والغاز ومتحكمة بموقعه الاستراتيجي، وهذه الخطوة  ترفضها الامارات  التي تعمل منذ العام 2015 على تشكيل قوى موازية للقوى الموالية للسعودية في تلك المناطق وعينها على  قطعة كعائد للحرب التي  ضخت لها المليارات  مع أنه لا ناقة لها فيها ولا جمل.  

هذه التطورات في المشهد اليمن هي بالأساس انعكاس  للصراع بين الحلفاء الاقليمين في الحرب الممتدة منذ سبع سنوات وهي اصلا ضمن حلقات صراعة قديمة وتجددت ، لكن الجديد فيها هو توقيتها المتوازي مع تحركات دولية واقليمية  للدفع بعملية سلام شاملة في اليمن ، وهو ما يشير إلى سباق بين هذه لأقوى لتحقيق مكاسب تبقي وجودها مستقبلا  في هذه المناطق وبما يسمح لهذه الاطراف ادارة المعركة مستقبلا بعيدا عن الحرب الحالية التي فشلت فيها فعليا، وتدرك هذه القوى جيدا بان مستقبلها في هذا البلد  يواجه مصير غامض، وهو ما دفع السعودية ، التي كانت استراتيجيتها من الحرب هذه  السيطرة على محافظة المهرة المطلة على بحر العرب وتحويلها إلى ممر لتصدير النفط دوليا، لبد اجلاء قواتها من بعض مديريات المحافظة بالتزامن مع انطلاق مفاوضات جديدة مع سلطنة عمان المحاذية بشأن التجارة البرية وتشكيل تكتل جديد  في المنطقة..

مع أن الانسحاب السعودي من بعض مناطق  المهرة وتسليمها  لمجندين موالين لها لا يزال الشكوك الا ان المؤكد  أن السعودية لم تعد تفكر بشق قناة سلمان ولا ساحل المهرة ، لكن هذا لا يعني أنها ستدع المحافظة الاهم  في حالها، فكل المؤشرات تؤكد بان السعودية تستعد ايضا لخطوات تصعيد موازية للتصعيد الشعبي ضدها وهذا برز  باستدعاء قوات اجنبية  إلى المحافظة وتجنيد مزيد من المقاتلين بولاءات مختلفة وهدفها الرئيس  الان اغراق المحافظة الهادئة بصراعات  اهلية وقبلية انتقاما لرفضها الانصياع للسعودية.