تطورات عسكرية تضع المبعوث الدولي إلى اليمن أمام اختبار صعب

خاص –YNP ..

تسارعت وتيرة التطورات العسكرية  في المشهد اليمني خلال الايام الاخيرة، وقد بلغت في غضون الساعات الماضية، التي تسبق تولي المبعوث الدولي إلى اليمن مهامه رسميا،  ذروتها  راسمة وضع جديد على المشهد القاتم سياسيا فهل ينجح  المبعوث استغلالها لإحداث اختراق في مسيرته  أم انه سيسر وفق ركب سلفه غريفيث وبن عمر وولد الشيخ؟

حتى الأن، تشير النتائج على الارض إلى تعزيز صنعاء لأوراقها عسكريا بانتزاع مزيد من  مناطق ما تسمى بـ"الشرعية" وتحديدا في مأرب المحافظة النفطية شمال البلد والتي تشكل  مفصلا في الحرب على اليمن التي تقودها السعودية منذ 7 سنوات، وجميع المعطيات تؤكد بان صنعاء التي حسمت قواتها  معركة مديرية رحبة وتقدمت صوب مركز جبل مراد والجوبة وتدنوا من دخول مدينة مأرب من 3 محاور    بعد ساعات فقط على اعلان قائد حركة انصار الله، عبدالملك الحوثي حسم امره بملف استعادة الاراضي اليمنية،  تتجه لحسم ملف ما تبقى من مدينة مأرب بيد التحالف عسكريا، وهذه المعركة قد لا تستغرق طويلا نظرا لحجم الانكسارات التي شهدتها الفصائل الموالية للتحالف والنقمة القبلية المتصاعدة على سلطته هناك.

عموما لم تكن التطورات الأخيرة في ملف مأرب، بل تجاوزت للحدود، مع  اعتراف  السعودية لتعرضه لهجوم واسع تبنته صنعاء وتتجه للكشف عن تفاصيله خلال الساعات القادمة، كما يقول متحدثها،   وهي بكل تأكيد  نفذت بعشرات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية نظرا لطول فترتها التي ظلت السعودية تئن منها بصمت خلال الايام الماضية  وطالت هذه المرة  منشات استراتيجية لأرامكو في الشرقية.

هذه التطورات في المشهد  اليمن وخلافا لما يبديه المراقبين ومحللين من تشاؤم تجاهها مبنى على مخاوف امريكية سعودية من تداعيات سقوط مأرب  نظرا لحجم ما تدره من موارد على  تحالف الحرب، يبدو من ناحية تحليل متوازنة  مسار  مهم لكسر الجمود في العملية السياسية تلك التي تتمنع اطراف ما تسمى بـ"الشرعية " للخوض فيها بحكم سيطرتها على اهم مناطق النفط والغاز وتحاول من خلالها محاصرة اليمنيين شمالا وجنوبا بما فيهم في المناطق الخاضعة لسيطرتها ناهيك عن نهب هذه الموارد القومية للبلد بصفقات مع دول الحرب الاقليمية والدولية، فسيطرة صنعاء على مأرب سيمنح المفاوضات زخما جديدا  في ظل ما تشكله من منعطف في الحرب الحالية  ناهيك عن موقعها الاستراتيجي الذي يؤهلها لان تكون بوابة السلام أو  استعادة ما تبقى من مناطق شرق البلاد .. أضف  إلى ذلك فإن الهجوم الاخير على السعودية المتزامن مع فشلها في منع سقوط مأرب رغم الغارات المكثفة  سيخفض سقف مطالب السعودية التي كانت تعول على مزيد من المنظومات الدفاعية واخرها الروسية  في حمايتها من الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن وقد تجلى الامر بأنه لا عاصم  لها سوى المرور في طريق الخروج من اليمن وانهاء نفوذها في هذا البلد الذي تقود حرب وحصار عليه  فإن ستجد في  بدء هانش جرودنبرغ مهامه فرصة  لتعزيز المسار السياسي في ظل مؤشرات مزيد من الانتكاسات العسكرية.