السلام في اليمن بحاجة إلى تغيير المبعوث أم تغيير الآلية الأممية؟

YNP -  تصريحات متفائلة أطلقها الدبلوماسي السويدي هانز جروندبرغ , بعد تسلمه رسميا اليوم الأحد , منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الذي يدخل عامه السابع من الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية  .

جروندبرغ تعهد  ببذل كل الجهود من أجل تحقيق السلام في اليمن؛ مؤكداً إمكانية تغيير المسار نحو حل سلمي للصراع المستمر في البلاد منذ نحو 7 أعوام.

واقر جروندبرغ بصعوبة المهمة وتعقيدات الوضع والتحديات , غير ان قال انه سيبذل كل ما في وسعه للمساهمة في تحقيق سلام دائم وعادل في اليمن.

وتابع "أتطلع إلى تفاعلات تتسم بالصراحة، وتشمل الجميع، وتسودها الجدية في المقام الأول، مع النظراء اليمنيين والإقليميين والدوليين. معاً، يمكننا مساعدة اليمن لتغيير المسار نحو حل سلمي لهذا النزاع".

تصريح المبعوث الاممي الرابع الى اليمن لم تحمل أي جديد سوى الاعلان تدشين اعماله بشكل رسمي في منصبه الجديد , غير ان الصراحة التي تحدث عنها قد تكون الشيئ الايجابي في حال مضى في جهوده من هذا المنطق , ولم تكن الكلمة عبارة مفردة عابرة في تصريحه .

ظل المبعوثون الامميون السابقون يتعاملون مع ملف الأزمة في اليمن بالية رتيبة وحلول منقوصة وعميقة , تحمل في طياتها الكثير من عدم المنطقية , واستهلاك تلك الجهود في لقاءات هامشية وترفية مثل تنظيم الاجتماعات لما يسمى شرائح الشباب والمرأة  , وعدم  وضع خطط تلامس جوهر المشكلة وتتعامل مع حقائق الوضع على الأرض .

الجهود الأممية بحاجة إلى اعادة انتهاج سياسية جديدة وباليات فاعلة وصريحة تستوعب المتغيرات على الأرض , في حال كان هناك جدية لتحقيق السلام في اليمن , اما الاستمرار بالالية القديمة فان نتائجها ستؤول الى الفشل يضاف الى ركام الفشل الاممي السابق .

ولم تعد السلطات الرسمية في العاصمة اليمنية صنعاء تراهن على الجهود الأممية بعد ظلت تلك الجهود تتعامل مع الأزمة اليمنية من منظور واشنطن ولندن وتستوعب مخاوف السعودية من مآلات الحلول المنصفة .

جروندبرج بحاجة الى التحرر من الالية الأممية العقيمة للمضي في مهمته , لكنه ليس قادر على الخروج عن المحددات الرئيسة التي تصاغ له في أروقة مجلس الأمن .

وخلف السويدي غروندبرغ البريطاني مارتن غريفيث، الذي تم تعيينه وكيلا للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

يذكر انه تم تعيين المغربي جمال بنعمر مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في اليمن، منذ عام 2011، ثم الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد في عام 2015، والبريطاني مارتن غريفيث، عام 2018.