ابعاد اسقاط عدن

خاص – YNP ..

تتجه الانظار إلى عدن، ابرز معاقل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا جنوب اليمن، وقد تحولت خلال الساعات القليلة الماضية إلى ساحة معركة مفتوحة بين فصائل الانتقالي المتناحرة ، فمن يقف وراء هذا التحرك ومن الجهة المستفيدة وما ابعاد ذلك على حكومة هادي التي يتم الضغط دوليا لإبقائها في المدينة؟

حتى الأن تفيد التقارير الميدانية بأن  المواجهات اتسعت  واصبحت صدى اصوات قذائف المدافع وازيز الرصاص يقترب من مديريات اخرى كالمعلا والتواهي،  وهو ما يشير إلى أن المجلس الانتقالي الذي اراد احتواء فصائله في كريتر  يتجه لخسارة المزيد من  مناطقة في المدينة التي يعدها عاصمة دولته المزعومة،  والاهم أنه  بموازاة المعارك في كريتر  ثمة تظاهرات وتحركات في مديريات اخرى  كالشيخ عثمان ودارسعد وجميعها مؤشرات على أن المجلس الذي اعلن الطوارئ قبل اسبوعين في مأزق حقيقي..

وبغض النظر  عن نتائج المعركة  الحالية ، ثمة حيثيات تشير إلى أن اطراف خارجية  تدعم بقوة المتمردين   واهدافها ابعد من   وخز اذن الانتقالي الرافض لتنفيذ اتفاق الرياض وتحديدا الشق العسكري،  فالهجوم بدأ بمهاجمة المتمردين الذين يقودهم امام النوبي، قائد معسكر عشرين، وشقيق قائد اهم الوية الانتقالي في محافظة لحج، المجاورة مختار النوبي،  على قسم شرطة كريتر واعتقال عددا من المسؤولين فه للمطالبة بإطلاق سراح محتجزين من قيادات معسكر عشرين  اعتقلوا من قبل فصيل العاصفة والحزام الامني  على خلفية الاحتجاجات الاخيرة التي قادها النوبي بنفسه ضد الانتقالي وطالب برحيلها ورحيل التحالف. هذه التطورات تشير إلى أن تفجير الوضع عسكريا كان مرتب له من قبل قرار السعودية اعادة حكومة معين إلى عدن المدينة التي شهدت خلال الايام الماضية اعنف  موجة احتجاجات مناهضة لسلطة الانتقالي  في المدينة ، وقد لا يقتصر الوضع على كريتر التي تعد مركز الانتفاضة الاخيرة ضد الانتقالي،  فالمعطيات على  الارض تؤكد بان مديريات اخرى  خارجة بالفعل عن سيطرة الانتقالي قد تشهد تطور دراماتيكي غير متوقع ابرزها  دار سعد حيث فشلت فصائل الانتقالي قبل نحو شهر في اقتحامها وفضلت الانسحاب بعد مواجهات دامية مع عناصر محسوبين على هادي وينتمون إلى معسكر النقل الذي يقوده امجد خالد، والشيخ عثمان حيث تنتشر فصائل سلفية موالية للسعودية ومقربة من علي محسن.. وجميعها مؤشرات على أن  السعودية التي حضرت مدرعاتها الحديثة بقوة خلال المعارك لصالح امام النوبي وتتخذ قواتها من قصر المعاشيق  قاعدة لها، تدفع بقوة لإضعاف الانتقالي  الذي تتحدث تقارير عن ترتيبات كان يعدها  للتصعيد  في ظل ابقاء حكومة معين في شبوة ، لكن يبقى السؤول ما دافع السعودية للتصعيد؟

قد  يكون التحريك الاخير  هدفه اخلاء كريتر التي تضم اهم المؤسسات الحكومية اهمها مقر حكومة هادي  من فصائل الانتقالي  الاخرى  وقد يكون الهدف الضغط على الانتقالي لتنفيذ الشق العسكري المتعلق بإخراج فصائله في عدن  عبر التلويح  بطردها بالقوة أو اغراقها في مزيد من الصراعات، لكن المؤكد أن السعودية بهذا التحرك قررت تقليم اضافر الانتقالي بعد أن فقدت  التعويل عليه في تمرير اجندتها باليمن، وابرزها خوض معارك استنزاف بالوكالة وتسليمها ملف مدينة عدن.