الإحتلال الجديد ينكئ كبرياء أكتوبر

YNP - طلال الشرعبي :
عشية الذكرى ال 58 للحدث العظيم الذي شهدته جبال ردفان الشماء في ال 14 من أكتوبر 1963م وأسس لثورة الكفاح الأكتوبرية التي استطاعت تتويج مسيرتها النضالية العظيمة بالتحرر ونيل الاستقلال وطرد آخر جندي من جنود المستعمر البريطاني في ال 30 من نوفمبر 1967م ..


تتأرجح عدن الهموم والمعاناة المؤلمة وتطلعات وأماني الجماهير الحالمة بعيش حياة الحرية والاستقلال والاستقرار .. على بوابة تاريخ تؤلفه الأضداد ومصالح ومطامع أطراف الصراع والتناحر على مستوى الداخل والخارج.
في ذكرى الحدث الأكتوبري الكبير والانطلاقة الأولى لشرارة ثورتها العظيمة ومسيرة كفاحها الطويلة على مدى 4 أعوام.
دفعت خلالها أرض الجنوب ثمن تحررها من ربقة الاحتلال البريطاني هامات شامخة ودماء كريمة نازفة من أجساد أبنائها الأبطال " لبوزة وعبود ومدرم" وقوافل من شهداء الفداء والتضحية في سبيل الحرية.
تنصهر عدن اليوم وعدد من محافظات الجنوب على حمم أحقاد ومطامع ومؤامرات وصراعات القيادات الباحثة عن النفوذ والسلطة ، التي لا قيمة للوطن ولعزة وحرية أبنائه في قامسوها سوى حفنة من ........!!
لا شيئ في عدن أو حضرموت وشبوة وأبين اليوم يعكس ولو ملمحا واحدا من ملامح جمهورية أكتوبر الثورة ونوفمبر الاستقلال ، جمهورية فيصل وقحطان وسالمين .
كل شيء في الواقع والحياة التي تعيشها عدن اليوم بعيد كل البعد عن المدلولات الحقيقية لفكر وثقافة ووطنية عنتر وفتاح .
هادي وعيدروس وشلال وبن بريك وإمام النوبي وبن عديو ولملس والبحسني ... الخ هي الوجوه الجديدة والقيادات المقنعة لثورات وجولات صراع أكتوبر اليوم التي لا علاقة لها مطلقا بثورة أكتوبر الأمس ولا تمت لوجوه أبطالها بصلة .
لم يعد في عدن من يؤمن بفكرة الوطن؟ سوى تلك الجماهير المتكسرة كعيدان القصب ، التي أنهكتها الصنوف والأشكال المتنوعة للمعاناة والتعب .
الوطن الكبير الذي رسمت وحددت معالمه ثورة ال 14 من أكتوبر المجيدة تحول إلى مجرد وطن للرعايا والأتباع ..
مفارقات عجيبة وتناقض صارخ وتباين وتعارض واختلاف كبير بين أكتوبر عدن الأمس واليوم .. حركة واقع ووقائع مؤلمة وجراحات عميقة نازفة ، خلل في منظومات القيم واختلال في المدركات ، مطامع مقنعة ، صراع مشوه وتحولات كارثية ، تناحر واقتتال نهب وتفجير واغتيالات وتصفيات .. حرية مهاجرة وجمهورية أكتوبرية متآكلة .. ذلك هو ما أصيبت به عدن الحرية والفضاءات الثورية الرحبة .