عقب بيان لمجلس الأمن.. تصعيد التحالف يقوض آفاق السلام في اليمن

 YNP -  عبدالله محيي الدين :

أسابيع من تصعيد التحالف بقيادة السعودية لغاراته الجوية في أنحاء متفرقة من اليمن سيما في أعقاب التقدم الذي حققته قوات صنعاء في محافظتي مارب وشبوة شرق البلاد، كان آخرها استهدافه لمنشآت مدنية في العاصمة صنعاء الخميس،

ما أدى إلى مقتل مواطن وجرح آخرين، وخسائر مادية جسيمة وترويع للمدنيين، حيث شن طيران التحالف 10غارات منها أربع استهدفت مخازن أدوية في منطقة سعوان ومثلها على المؤسسة العامة للكهرباء ومياه الريف في مديرية الثورة، بينما شن غارة جوية على دائرة الأشغال بمديرية شعوب، وغارة على مديرية بني الحارث.

وجاءت الغارات التي شنها طيران التحالف على صنعاء غداة استهداف صاروخية صنعاء مركزا عسكريا للجيش السعودي في جيزان جنوبي المملكة، ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 35 سعودياً بينهم ضباط وطيارون، حسب ما أعلنه المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع.

سريع أوضح أن القوة الصاروخية قصفت، الأربعاء، معسكر قوات الواجب في جيزان بخمسة صواريخ باليستية استهدفت مقر القيادة ومخازن الأسلحة ومرابض طائرات الأباتشي، حققت إصابة دقيقة.. مؤكدا أن العملية أسفرت بحسب المعلومات الاستخباراتية، عن مصرع وإصابة أكثر من 35 سعودياً بينهم ضباط وطيارون للطائرات الأباتشي.

وتؤكد صنعاء عقب كل عملية تنفذها عبر سلاحها الجوي والصاروخي داخل الأراضي السعودية، أنهذه العمليات تأتي ردا على غارات التحالف وتصعيده العسكري في اليمن، وأن ذلك يأتي في إطار الرد المشروع.

وجاء استهداف طيران التحالف للعاصمة صنعاء عقب إدانة مجلس الأمن الدولي ما وصفها بـ "الهجمات الحوثية عبر الحدود ضد المملكة العربية السعودية، وكذا العمليات العسكرية لقوات صنعاء في محافظة مارب، في انحياز واضح للتحالف الذي يشن حربا في اليمن منذ أكثر من ست سنوات.

وفي السياق، وصف رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، بيان مجلس الأمن بالانحياز إلى التحالف، مشيرا في تغريدة له على تويتر إلى أن المجلس "بانحيازه الفج والأعمى منذ أول يوم ساهم في إطالة هذا الصراع كل هذه السنوات كما أنه بنفسه يعطل بياناته من أي تأثير إيجابي"، وأضاف: "ومن جهتنا نؤكد أن اليمن ومن موقع الدفاع عن النفس مستمر في صد العدوان وبكل وسيلة دفاعية ممكنة".

وفي تعليقه على الغارات التي شنها طيران التحالف الخميس على صنعاء، قال عبدالسلام إن تلك الغارات تأتي "تحت غطاء بيان مجلس الأمن المنحاز كليا لما وصفه بـ "قوى العدوان"، مشيرا إلى ركون السعودية على تلك البيانات، "وبدلا من إيقاف العدوان والحصار تذهب نحو التصعيد دون أن تحسب عواقب حماقتها".

مراقبون أكدوا أن التصعيد العسكري عبر الغارات الجوية لطيران التحالف، والذي صاحب العمليات العسكرية في جبهات محافظتي مارب وشبوة خلال الأسابيع الماضية، إسنادا لقوات هادي التي تعاني من انهيارات متواصلة مقابل التقدم الذي حققته قوات صنعاء في عدد من مديريات المحافظتين، يعكس مدى المخاوف لدى التحالف جرائم الهزائم التي تلحق بقوات هادي الموالية له في المحافظات شرق البلاد، سيما بعد أن شارفت قوات صنعاء على استكمال السيطرة على محافظة مارب النفطية والتمدد في محافظة شبوة.

وتتضاءل فرص السلام في اليمن التي تسوقها الدعوات الدولية والأممية، في ظل التصعيد المتواصل من قبل التحالف، وتصلب موقفه تجاه هذه الدعوات لإحلال السلام في اليمن، رغم ما تشير إليه معطيات الواقع من سير المعركة لصالح صنعاء التي أظهرت تطورا في قدراتها العسكرية والتسليحية وتماسكا في صفها الموحد، وتشكل نوع لافت من الثقة الشعبية بقدرة حكومة صنعاء على إدارة عجلة الحياة في البلاد بصورة أفضل مما هو حاصل في مناطق سيطرة حكومة هادي والأطراف الأخرى الموالية للتحالف، سيما في ظل الانهيار الشامل لمظاهر الحياة أمنيا واقتصاديا وخدميا، في تلك المناطق على كافة المستويات، وغياب أي دور لحكومة هادي في التخفيف من معاناة المواطنين.