ترتيبات اممية – امريكية في عدن لمرحلة ما بعد هادي

خاص – YNP ..

على ضوء  التطورات العسكرية في اليمن، تلقي  اطراف دولية واقليمية بكل اوراقها الاخيرة في محاولة لاحتواء التقدم المتسارع  لـ"الحوثيين"  والذي ينذر بمرحلة  ابعد من اليمن، كما تتحدث بذلك صحف امريكية واسرائيلية،  فما ابعاد هذا التحرك في هذا التوقيت وما امكانيته في احداث اي تغيير  على خارطة الوضع المعقد؟

التقدم المتواصل  لقوات صنعاء في معركة مدينة مأرب، اخر مديريات المحافظة النفطية والمحورية في الحرب على اليمن، يشير إلى أن هذا البلد الذي تعرض  لحرب وحصار على مدى 7 سنوات مضت،  اصبح قاب قوسين من حسم الحرب لصالحه   مع سيطرة قواته على مدينة مارب، وهو ما سيلقي بظلاله  على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف شرق وجنوب اليمن ، وقد تسقط تلك المحافظات سلميا  اذا ما قورنت القوات فيها بتلك التي تتخذ من مأرب مقرا لها والايدلوجية المتبعة..

هذه التطورات هي ما  دفعت بأطراف اقليمية ودولية معظمها مشاركة في الحرب التي تقودها السعودية لاستنفار اوراقها  في هذا البلد لتدارك مرحلة ما بعد سقوط مدينة مأرب الذي اثار بكل تأكيد مخاوف اسرائيلية وسعودية وامريكية برزت بالتحذيرات التي اطلقتها صحف  عالمية ابرزها مجلة فورين بوليسي التي  نقلت عن مسؤولين امريكيين تحذيرهم  من أن سقوط مأرب قد  يدفع "الحوثيين" للتوغل في عمق المملكة، ناهيك عن الصحف الاسرائيلية التي اعتبرت معركة مأرب معركتها، غير أن الاهم ان جميع هذه الاطراف التي استنفدت اوراقها لم تعد قادرة على المناورة حتى ،  لذا تحاول الان بعث "الشرعية" من موتها السريري عبر  زرع شرايين جديدة   بتسليم دفتها لأطراف ترى هذه القوى بانها قادرة ولو نوعا ما على  عرقلة الحسم كطارق صالح والمجلس الانتقالي التابعان للإمارات .. هذه العملية يحاول اجرائها حاليا المبعوثان الامريكي والأممي اللذان يزوران عدن منذ يومين ويحاولان   التقريب بين اطراف "الشرعية" الجديدة ممن يتخذون من سواحل غرب وجنوب اليمن مقرات لهما، وقد برز جليا  بمحاولة المبعوث الأممي  خلال زيارته لتعز مباركة الاتفاقيات المحلية والتأكيد على أنها المخرج لتعز وهو بذلك ربما يشير للاتفاق بين طارق صالح وتيار الاصلاح المحسوب على السعودية، إضافة إلى بيان الخارجية الامريكية التي منحت بموجبه معين عبدالملك صلاحيات واسعة للتنسيق بين الانتقالي وطارق صالح بعيدا عن "شرعية هادي" وجميع هذه التحركات مؤشرات على أن التحالف يحاول  الدفع نحو خيارات  لمرحلة ما بعد مأرب على أمل  وقف مسيرة "الحوثيين" لكن ما هو الخيار المتاح؟

لا يبدو بان اي من الاطراف الدولية او الاقليمية  قادرة مجددا على تحريك الالة العسكرية وقد استهلكت كافة الاهداف  بعد سنوات من الحرب والحصار،  لكن المعطيات تشير إلى أن هذه الاطراف تحاول ايجاد قوى على الارض في مناطق التحالف تمهيدا للدفع  بعملية سلام  شاملة سبق لـ"الشرعية" بقواها التقليدية وأن عرقلته منذ انطلاق جولاته  خصوصا اذا ما تم ربط  الحراك الداخلي  بالحراك الاقليمي حيث تدفع السعودية بأطراق عربية  واسلامية عدة للمشاركة في جهود وساطة مع "الحوثيين"  الذين يتحدث قادتهم برغبتهم بسلام "مشرف" يوقف الحرب ويرفع الحصار كما يقول محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لانصار الله.