تناقض يكشف ارتباك امريكي في اليمن

خاص – YNP ..

بعد ايام من التهديد والوعيد الامريكي لمن تصفهم بـ"الحوثيين"  في اليمن، سربت وزارة الخارجية الأمريكية  تفاصيل  ما وصفقت بصفقة  "دبلوماسية" مع الحركة  ابرمت قبل اشهر ، ما يحمل في طياته محاولة امريكية  للتهدئة مع صنعاء بعد  الرد الفعلي لقوات الاخيرة  عسكريا، وصفعة للتحالف الذي يعول على دور امريكي بعد  سحب واشنطن ملف اليمن من السعودية ..

على مدى الايام الماضية، حاولت واشنطن الظهور بصورة الوحش، وقد كشر وزير دفاعها لويد اوستن عن انيابه خلال مؤتمر المنامة الاستراتيجي بالحديث عن قدرة بلاده بإرسال قوات ضاربة لمواجهة من  وصفها بـ"ايران ووكلائها" وهو بذلك يحاول استعراض القوة الامريكية  أمام جنرالات الخليج الذين احتشدوا للاستماع لكلمته التي تعد الاولى منذ تعينه ، لاسيما السعودية التي باتت تعيش اسواء كوابيس الحروب في التاريخ مع مرور اكثر من 7 سنوات على حملتها العسكرية بمشاركة اكثر من 17 دولة بما فيهم الولايات المتحدة على اليمن.

تصريحات اوستن "الانتحارية" هي جزء من محاولة امريكية لاستعراض قوتها في المنطقة بعد تراجع تأثيرها بفعل الهزيمة التي منيت بها في افغانستان ومحاولة لاستعادة رباط جيشها وثقة حلفائها في المنطقة ممن باتوا  يبحثون عن بديل اخر ويتجهون صوب معسكر خصومها الشرقيين، وقد  برزت ايضا بالتركيز الامريكي على اليمن سواء عبر التصعيد اعلاميا  بتصريحات لكبار الدبلوماسيين وابرزهم وزير الخارجية أو بتحريك ملفات ابتزاز كإعادة ملف وضع حركة انصار الله على قائمة العقوبات أو حتى وضع قيادات عسكرية بارزة في صنعاء  على القائمة ذاتها ..

عموما ليس بمقدور الولايات المتحدة، التي تحاول تسويق وهم القوة لحلفائها بما فيهم السعودية،  فعل الكثير وباعتراف العديد من قياداتها بما فيهم وزارة الدفاع الامريكية  التي اشارت في اكثر من تقرير لها حول اليمن إلى وصول الحرب إلى طريق مسدود وهي بذلك تعترف بالهزيمة، وكل ما تحاول الان فعله مع تسلمها ملف اليمن هي اعادة  لملمة ما تبقى من شتات الفصائل الموالية للتحالف تحت قيادة نجل شقيق الرئيس السابق طارق صالح، والذي تستخدم ملف العقوبات على نجل عمه احمد علي كورقة ضغط لتحريكه يمينا وشمالا ، بعد رفضها مقترح روسي برفعها بغية استخدامه ككرت اخير،  وايهام السعودية بتحقيق نتائج ملموسة بغية استجلاب الاموال لتنفيذ خطط بايدن للبنى التحتية قبيل انطلاق الجولة الجديدة من انتخابات التجديد النصفي، لكنها بالواقع تدرك أن ليس بمقدور هذه الفصائل التي لا تزال تعاني من هزائم مرة منذ ديسمبر من العام 2017،  فعل الكثير، واكثر شيء يمكن تقديمه للأمريكيين هو المناوشة  هنا وهناك بغية تشتيت اهداف صنعاء التي تقترب من حسم مدينة مأرب والتي تعد اولوية بالنسبة للأمريكيين كون حسمها سيغير الكثير من الوضع السياسي والعسكري في اليمن، لذا كل اهتمام الامريكيين الان ينصب على ايجاد منفذ للوصول إلى صنعاء دبلوماسيا والتي عجز المبعوث الامريكي خلال عام من انتزاع ولو لقاء  مع وفدها في عمان، وقد برز ذلك بتكثيف المبعوث الامريكي تيم ليندركينغ والقائمة بأعمال السفير كاثي ويستلي  حديثه عن مساعي بلاده  للبحث عن وساطة دولية  مع صنعاء وتسريب الخارجية الامريكية حول اتفاق لإطلاق موظفي السفارة في صنعاء وجميعها مؤشرات على أن الامريكيين يحاولون من خلال هذا التحرك ايجاد خط اتصال مع "الحوثيين" يسمح لهم  بعقد صفقة تحفظ ماء وجههم أمام التحالف والسعودية التي قدموا لها وعود كبيرة على الارض دون حسابات لواقع المعركة والمتغيرات التي يدركها الامريكيون قبل غيرهم.