بموازاة تضييقها الخناق على مارب.. قوات صنعاء تتقدم في الجوف مقتربة من الحدود السعودية

YNP - عبدالله محيي الدين
من مارب إلى الجوف شرقي البلاد، تتساقط كأحجار الدومينو مواقع القوات الموالية للتحالف وحكومة هادي، في مقابل تقدم مدروس لقوات صنعاء على مدى الأشهر الماضية، الأمر الذي لطالما اعتبره مراقبون مؤشرا فعليا إلى الطرف الذي بات في يده حسم المعركة لصالحه وإن احتاج ذلك وقتا أطول مما يتوقع.
وبموازاة تقدمها في جبهات جنوبي مارب وسيطرتها على مواقع في وادي عبيده الذي يفصلها عن مركز المحافظة بكيلومترات قليلة، أحرزت قوات صنعاء تقدما جديدا في محافظة الجوف مطلع الأسبوع الجاري، سيطرت خلاله على مواقع للقوات الموالية للتحالف وحكومة هادي، بعد تمكنها من دحر الأخيرة.


وكانت وسائل الإعلام قد تناقلت عن مصادر عسكرية، أنباء سيطرة قوات صنعاء على عشرات المواقع في منطقة اليتمة شرق محافظة الجوف، وعلى مقربة من الحدود اليمنية السعودية، مشيرة إلى انسحاب القوات الموالية للتحالف وحكومة هادي من معسكر لها في منطقة اليتمة، لتسيطر عليه قوات صنعاء.
واعتبر خبراء عسكريون سيطرة قوات صنعاء على المواقع التي كانت تتمركز فيها القوات الموالية للتحالف في منطقة اليتمة شرق الجوف، يمثل تأمينا لهذه الجبهة الاستراتيجية، بحيث تغدو أي محاولة من قبل قوات هادي لاستعادتها أمرا في غاية الصعوبة، كما من شأنه أن يمهد للسيطرة الكاملة على مديرية جب والشعف، كبرى مديريات محافظة الجوف، والتي تقع على الحدود بين اليمن والسعودية، وتمتد باتجاه صحراء الربع الخالي، التي تحوي أكبر مخزون نفطي بحسب الدراسات والتقارير العالمية.
وكعادتها عقب كل تقدم تحرزه قوات صنعاء، احتدمت حالة من تبادل الاتهامات بين مكونات الشرعية، حيث ذهبت أطراف إلى اتهام محافظ الجوف المعين من قبل هادي، أمين العكيمي بتسليم عشرات المواقع في مديرية خب والشعف لقوات صنعاء، في حين تناقلت وسائل الإعلام تبريرات العكيمي لانسحاب قواته، والتي تضمنت دعاوى بأن انسحاب تلك القوات جاء لتعزيز جبهات مارب التي تتلقى فيها القوات التابعة لحكومة هادي وجزب الإصلاح ضربات قوية من قبل الحوثيين، باتت تهدد بانهيارها.
ويأتي التقدم المستمر والمتتابع لقوات صنعاء في اتجاه استكمال السيطرة على محافظتي مارب والجوف، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإيقاف الحرب في هاتين المحافظتين، وبالأخص محافظة مارب، التي باتت قوات صنعاء على مشارب عاصمتها، وفي الوقت ذاته تتصاعد العمليات العسكرية والغارات الجوية التي يشنها طيران التحالف، والتي تعد بالعشرات بشكل يومي، على مناطق واسعة من البلاد، بهدف ثني قوات صنعاء عن التقدم نحو مدينة مارب، وهو الأمر الذي يبدو أنه لم يعد واردا في حسابات صنعاء، حيث لم تجد تلك الضغوط الدولية والتصعيد من قبل التحالف أي صدى مقابل تصميم قوات صنعاء على حسم معركة مارب.