الوديعة كخنجر سعودي في خاصر العملة

خاص – YNP ..

تعود السعودية مجددا للمناورة بالورقة الاقتصادية في اليمن، وهدفها هذه المرة تمرير اجندة جديدة، فهل تنقذ العملة فعلا؟

السعودية التي نجحت، منذ اعلان تقييم استراتيجيتها في اليمن، حتى الأن بتنفيذ اهدافها داخل "الشرعية"  عبر تغيرات تخدم خططها المستقبلية، بالضغط بالوديعة، لا تزال تواصل استخدام هذه الورقة على هادي لتنفيذ مزيد من الخطط الهادفة  لتشديد قبضتها على كافة المقومات وابرزها  الاقتصاد اليمني من النفط والعملة وحتى عائدات المانحين والمساعدات.

 هي الأن تستفيد من مخاوف هادي في ظل مؤشرات  تراجع الاحتياطي النقدي من العملة الاجنبية لدى البنك المركزي في عدن بصورة كبيرة  والذي قد يحول دون دفع مرتبات هادي وطاقمه  بالعملة الاجنبية ،  وقد اجبرته فعلا على تقديم تنازلات كبيرة بدء بتغيير ادارة البنك المركزي في عدن ومرورا  بإقالة محافظ شبوة وصولا إلى خارطة تغييرات كبيرة قد تشمل محافظي محافظات اخرى كابين وحضرموت ولحج والمهرة  إلى جانب تغيرات على مستوى السلك الدبلوماسي والعسكري في قوات هادي.

بالنسبة للسعودية، التي تتوق لتسليم دفة "الشرعية" المنهكة اقتصاديا وعسكريا، والمثقلة بالفساد والمؤامرات لقوى جديدة ، فإن الهدف اعادة تشكيل مراكز نفوذ جديدة تخدم الاجندة بكل اخلاص تحسبا لما بعد اتفاق سلام شامل في اليمن، وبما يفضي في نهاية المطاف إلى تقسيم اليمن وفق خارطة جديدة، فهي تدرك بانها تسير نحو الهزيمة ولا قيمة لكافة التحالفات الخارجية والضغط الدولي لاستسلام خصومها في اليمن..

عموما ، السعودية التي هدد سفيرها توا بطرد المغتربين اليمنيين ، قد لا تضع وديعة جديدة في الوقت القريب على الاقل، مالم تحقق  كافة اهدافها في نطاق الفصائل الموالية لها وقد تدفع بأوراق جديدة لمزيد من الانهيار خلال الفترة المقبلة،  فهي تدرك بان ارتفاع وانخفاض العملة اليمنية سببه قرار سياسي من التحالف وليس لسياسات اقتصادية،  وتعرف ايضا بان العملة التي ارتفعت في اسبوع إلى ما دون الـ1700 ريال وتراجعت في ساعات إلى نحو 800 ريال ، لن تتأثر بالوديعة ولا غيرها مالم تتخذ اصلاحات حقيقة، لكنها تحاول استغلال مخاوف المواطنين في مناطق "الشرعية" لتوفير ورقة ضغط في اليمن يغية تحقيق اهدافها المرسومة  مسبقا.