لماذا فضلت بريطانيا البيضاء عن الضالع في خارطة تقسيم اليمن؟

خاص – YNP ..

مع تغيير  التحالف لاستراتيجيته في  الحرب على اليمن، بتحويل دفتها جنوبا،  اعاد ناشطين نشر خارطة تقسيم بريطانية  تعود إلى حقبة الاستعمار  لجنوب البلد، فهل تدفع بريطانيا  التي تتوق لاستعادة مستعمراتها القديمة في ظل خروجها من  الاتحاد الأوروبي،  نحو تحقيق هذا المخطط الذي اجهض في تسعينيات العام الماضي؟

بعد اعترافه رسميا باستحالة تحقيق تقدم في المناطق الشمالية لليمن، حيث الكتلة السكانية الاكبر و التي عرفت خلال القرون الماضية بمناهضة الاحتلال بكافة اشكاله عربيا واقليميا ودوليا،  وفشل محاولات اختراق الكتلة الصلبة هذه على مدى 7 سنوات من الحرب والحصار التي تقودها السعودية بمشاركة نحو 17 دولة وجندت لها كافة قوات وتقنيات واحدث اسلحة العالم،  بدأ التحالف تغيير استراتيجيته في الحرب ، عبر الدفع بها  جنوبا حيث يحاول تأمين المناطق الجنوبية التي ظلت تتعاقب عليها قوى الاحتلال خلال القرون الغابرة بدء بالاحتلال البرتغالي ومرور بالبريطاني والعثماني وصولا إلى السعودي- الاماراتي،  مستعينا بذلك بالدعوات الانفصالية والمناطقية التي يغذي بها التحالف وجوده هناك مستغلا حالة الانقسام المجتمعي الذي احدثه فساد السلطة في حقبة ما بعد الوحدة مع أن اغلب من شارك في هذا النظام جنوبيين.

وبغض النظر على الدوافع الاستراتيجية التي يستغلها التحالف لتأليب الجنوب على الشمال وهي خطة محكمة  استحضرها الانجليز في ثلاثينيات القرن الماضي عندما استخدموا سلاطين الجنوب لتعزيز  السعودية في حربها ضد الأمام في شمال اليمن والتي وصلت طلائع قواته إلى الطائف ،  يبدو الكثير من السياسيين والناشطين  مقتنعين الأن اكثر بأن التحالف الذي هزم شمالا ، يستعد للخطة "ب" عل ذلك يحفظ ماء وجهه، وهم بذلك يستندون إلى مراجع تاريخية   تؤكد  بان التحالف يسير الان وفق منهجها وهذه الوثائق عبارة عن خارطة التقسيم التي حاولت بريطانيا ارسائها بين شمال وجنوب اليمن..

تشير الوثيقة إلى أن بريطانيا حاولت استبدال البيضاء بالضالع ، حيث ضمت الضالع إلى الشمال مع بقاء البيضاء مع الجنوب باعتبارها حامية  للهلال النفطي في مأرب وشبوة وصولا إلى حضرموت،  وهذا المخطط هو ما بدا التحالف خلال الايام الماضية تنفيذه  بإلقاء كل ثقله باتجاه حدود شبوة والبيضاء ..

عموم، مخطط تقسيم  اليمن دوليا لم يعد جديد بالنسبة لليمنيين وقد سبق محاولة طرحه على طاولة الحوار الوطني  في العام 2013،  وحتى اطراف اقليمية ابرزها ايران كشفت مؤخرا عن هذا المخطط والمح له وزير خارجيتها في تصريح جديد اعلن فيه رفض بلاده مخطط تقسيم اي بلد اسلامي  وهو بذلك يشير إلى الخطة التي بدأت الامارات تنفيذها وتهدف من خلالها ايجاد شطرين في اليمن بمسميات اقاليم، لكن يبقى السؤال حول مصير الضالع ، التي يشكل  قادتها ابرز رموز الانتقالي المنادي بـ"الانفصال" هل ستظل ضمن خارطة الجنوب أم الشمال مع أن كل المؤشرات تؤكد بان التحالف لا يأبه بها  سواء كانت هنا أو هناك وكل اهتمامه هو تحصين الهلال النفطي وبما يبقيه محل تقاسم بين اطراف اقليمية واستنزاف الكتلة السكانية  في الجنوب بمعارك تشبه إلى حد ما استنزاف قبائل مارب.