تقاسم جديد لمربع النفط في اليمن

خاص – YNP ..

على ايقاع مساعي الإمارات نقل المعركة إلى حضرموت، المحافظة النفطية الاهم في اليمن والعمق الاستراتيجي للسعودية، في إطار مخططها لتقسيم اليمن شمالا وجنوبا،  دفعت السعودية  بمتحدث التحالف ، تركي المالكي، للإعلان من شبوة عن خارطة جديدة للمعركة  ناسفا بذلك خطط الإمارات ومحاولا اعادة رسم المشهد بين الحليفتين ، فهل تنجح السعودية بتمرير هدفها؟

حتى قبل ساعات على وصول المالكي عتق، كانت الانظار تتجه صوب محافظة حضرموت، المجاورة، وقد حولتها الإمارات  ساحة مواجهة حقيقية سواء  بالتحشيد العسكري وتشكيل غرف العمليات لاتباعها المنادين بالانفصال أو حتى ارسال الخلايا لتصفية رجلها السابق الذي يتمسك بمنصبه فرج البحسني ويرفض التصادم مع "الشرعية" ، ناهيك عن الحملة الاعلامية والسياسية التي رافقت تلك التحركات من تصريحات لرئيس الانتقالي إلى تهديد بن بريك، لكن كل هذا تلاشى بعد اعلان المالكي من شبوة ، واصبح الحديث يدور حول  مساعي السعودية اغراق الفصائل الجنوبية في مستنقع الحرب شمالا..

كانت رسائل المالكي واضحة للانتقالي والامارات معا، وقد حرص خلال مؤتمره الصحفي على ظهور الطير الجمهوري  بصورة كبيرة خلفه وهي المرة الاولى التي يحظر فيها الطير، وكان هدف المالكي من هذه الخطوة هو توجيه رسائل بانتهاء زمن "الشرعية" وفتح حقبة جديدة ، اضف إلى ذلك تأكيده على أن المحافظة النفطية ستظل تابع للجمهورية اليمنية في تحدي للانتقالي الذي حاولت فصائله خلال الايام الماضية رفع اعلام الجنوب على مؤسساتها، والأهم من ذلك دفاعه  عن  المنطقة العسكرية الاولى التابعة لعلي محسن واعلانه توحد الجميع وكانه يشير بذلك إلى أن بلاده التي ظلت ترزح منذ العام 2019  في ظل فشل مساعيها تنفيذ اتفاق الرياض  قد حققت هدفها اخيرا..

فعليا، لا الانتقالي الذي اعترف رئيسه في مقابلته الاخيرة مع سكاي نيوز  بأن التحالف هو من يدير كل شيء ويوجه الدفة، رغم محاولته الظهور بذي شان،  ولا حتى الاصلاح الذي ذابت فصائله كـ"فص ملح" في اهم معاقله، يدركان ما يدور في اذهان رعاة الحرب الاقليمين، وقد وهبا نفسيهما منذ البدينة كأدوات تنفيذ لما يوجه به التحالف بما فيها الاقتتال  فيما بينهما عندما ترغب دول التحالف بذلك، وحديث المالكي عن التوحد هو يشير بذلك إلى العلاقة مع الإمارات والتي ظلت تتراجع منذ توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر من العام 2017، وكانت محافظة شبوة ابرز ملفات الخلاف بينهم، حيث تطمح الامارات لتكون شبوة وسقطرى من حصتها مقابل حضرموت والمهرة للسعودية..

حتى الأن تشير المعطيات على الارض إلى نجاح السعودية بإعادة توجيه بوصلة الحرب التي كانت الامارات تريدها صوب حضرموت والمهرة في ظل الانباء عن ضغوط على الانتقالي لإرسال فصائله إلى جبهات الشمال، ناهيك عن التغييرات التي  يجريها رئيس الدعم والاسناد في قوات التحالف يوسف الشهراني في مأرب عبر منح اتباع الامارات مزيد من النفوذ على حساب الاصلاح، لكن ذلك لا يعني بأن الامارات التي ساقت وسائل اعلامها خلال اليومين الماضيين سقف مطالب كبير باسم "الاصلاحات" وتتمسك بإعادة هيكلة  سلطات هادي في الشرق قد تتخلى عن اهدافها خصوصا بعدما اجبرت السعودية اخيرا لتسليمها شبوة.