بعد سنوات من امتطائه .. هل تمكن التحالف من ترويض الإصلاح ؟

YNP -  عبدالله محيي الدين :

كما بدأ بتأييد تدخل التحالف في اليمن وشن عملياته العسكرية في 26 مارس 2015، يعاود الإصلاح الكرة، بعد مرور قرابة سبع سنوات من الحرب التي أثبتت أن التحالف لا صديق له، وأن كلا من السعودية والإمارات، الواقفتين على رأس التحالف لم تدخرا فرصة في ضرب الحزب الذي تعتبره كل منهما عدوا لها، في حين أن حرصهما على استخدامه هو نابع من اقتضاء مصالحهما لذلك.

وفي جديد مرحلة الانبطاح الإصلاحي أمام التحالف رغم الصفعات التي تتوالى على وجهه من قبل الأخير، رحب الحزب الذي فاق المطاط في امتصاصه للصفعات والصدمات بانطلاق العملية العسكرية الجيدة للتحالف في اليمن، والتي أعلن عنها متحدث التحالف من شبوة أمس في المؤتمر الصحفي الذي عقده هناك، بعد يومين من الفضيحة التي أثارها الفيديو الذي استعرضه المالكي على أنه لعملية تجهيز صواريخ وتخزينها في ميناء الصليف واتضح أنها مجتزأة من فيلم وثائقي أمريكي حول الحرب الأمريكية في العراق منذ العام 2003.

وأعلن المالكي في المؤتمر الصحفي بشبوة عن عملية عسكرية جديدة تضاف إلى عمليات التحالف المتلاحقة منذ العام 2015، والتي لم يجن من ورائها سوى المزيد من الفشل والفضائح والجرائم المضافة إلى رصيده في اليمن.

وبحسب موقع الصحوة نت التابع لحزب الإصلاح فقد رحب الحزب بالعملية العسكرية المعلن عنها. وتضمن الترحيب إشادة نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، عدنان العديني، بدعم التحالف لإنجاح العملية

وخلال سبع سنوات تكبد حزب الإصلاح الذي يعد أكبر المكونات المؤيدة لهادي والتحالف خسائر فادحة على يد الأخير، كان أهمها قصف الطيران الإماراتي لقواته في كل من مارب وشبوة وعدن، وهي الضربات التي خسر خلالها الإصلاح المئات من مقاتليه والكثير من أسلحته وعتاده، وقد كان أهم تلك الضربات قصف التحالف للقوات التابعة لحزب الإصلاح في نقطة العلم على المدخل الشرقي لعدن في نوفمبر عام 2019، وقتل أكثر من 300 من تلك القوات وجرح المئات أيضا، في ضربة كانت قاصمة للإصلاح، وقضت على أي أمل له في العودة إلى عدن أو غيرها من المحافظات المجاورة لها، والتي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الموالي ﻷلد أعداء اﻹخوان المسلمين الذين يمثلهم في اليمن حزب الإصلاح.

وكان موالو أبوظبي قد تمكنوا- بضوء أخضر من التحالف السعودي الإماراتي- في أغسطس 2019، من طرد حكومة هادي والقوات الموالية لحزب اﻹصلاح من عدن ولحج وأبين وأجزاء واسعة من محافظة شبوة قبل أن تتمكن الأخيرة من العودة إلى أجزاء من مديرية أبين التي حرص التحالف على أيقاف المعركة عند تلك النقطة، وجمع الطرفين للتوقيع على اتفاق الرياض المتعثر منذ 5 نوفمبر 2019 وحتى اليوم.

ويشير مراقبون إلى أن تأييد حزب الإصلاح لعمليات التحالف الواحدة تلو الأخرى يأتي من قبيل المراوغة التي عرف بها الحزب المتمرس على مثل هذه المراوغات، ولا سيما التأييد للعملية الأخيرة، التي أتت بهدف انهاء سيطرة الإصلاح والقوات التابعة له على محافظة شبوة، وإحلال ألوية العمالقة الموالية للإمارات محلهم، وهي بحد ذاتها تعد ضربة قوية للإصلاح الذي كان إلى قبل أسابيع يطالب بإجلاء القوات الإماراتية من منشأة بلخاف للغاز المسال وتسليمه إياها، على اعتبار أن سبطرته على المحافظة النفطية باتت أمرا واقعا ليس بمقدور أي طرف منازعته عليها.