فصل جديد في المهرة

خاص – YNP ..

اخيرا، أوصل التحالف الحرب التي يشنها على اليمن منذ 7 سنوات، إلى محافظة المهرة، الهادئة شرقي البلاد، رغم تلاطم امواج  المحيط الهندي وبحر العرب في محيطها، فمالسيناريو المرتقب هناك؟

خلال الساعات الماضية بدأت اطراف عدة قرع طبول الحرب أو وضع مداميكها الاولى، وعلى راس تلك القوى الفصائل التابعة للإمارات سواء  المجلس الانتقالي الذي اعلن رئيس فرعه في المهرة، حسان بلحاف، رفض دعوة محافظ المؤتمر  محمد علي ياسر  للقاء للقوى المحلية بغية تخفيف التوتر المتصاعد   وربط المشاركة بما وصفها  اعلان بن ياسر موقف من معسكرات الحريزي في الصحراء  وحتى الرئيس المخلوع من المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة ، عبدالله بن عفرار الذي شن هجوم على ياسر  ..

 هذا التصعيد الاعلامي ضد سلطة المهرة تأتي بالتوازي مع تحركات عسكرية برزت ببدء الانتقالي  اسقاط المعسكرات انطلاقا من القاعدة الجوية التي تتولى حماية مطار الغيضة ، القاعدة الاساسية لقوى التحالف السعودي- الاماراتي – البريطاني- الامريكي، حيث  افادت تقارير اعلامية بفرض عناصر الانتقالي سيطرتهم على القاعدة ومنع لجنة عسكرية كلفها  وزير دفاع هادي لإجراء عملية تسليم القاعدة لقائد جديد عينه وكان يشغل اركان حرب القاعدة..   اضافة إلى ذلك الحراك الذي تقوده السعودية والامارات من العاصمة الرياض لإجراء تغييرات جذرية في قيادة السلطة المحلية والقوات العسكرية واعادة ترتيب وضع القوات بما يسمح لعناصر الفصائل المنادية بانفصال الجنوب بالانتشار  رغم فشل محاولات تديجنها شعبيا خلال السنوات الماضية..

هذه التحركات بدأت تثير قلق اصحاب الارض من مشايخ القبائل وشخصيات اجتماعية ممن وهبوا انفسهم للدفاع عن اراضيهم وقارعوا المشاريع السعودية خلال السنوات الماضية،  وقد تدفعهم لتصعيد مماثل برز باجتماع المحافظ بن ياسر بمن تبقى من وحدات  امنية هناك وقد حذر خلال اللقاء من مغبة تصعيد الانتقالي، إضافة إلى الشيخ علي الحريزي الذي قال إن قواته جاهزة لمواجهة اي مخططات تهدف لجر المحافظة إلى مربع الفوضى..  

التحركات في المهرة هي جزء من سيناريو اقتتال جديد يدفع به التحالف إلى المحافظات التي شهدت استقرار خلال سنوات الحرب على اليمن ، وهدفه استنزاف قوى تلك المناطق الواقعة في اقصى شرق البلاد و الثرية بالنفط وذات المواقع الاستراتيجية ،  وقد بدأ هذا السيناريو فعليا تطبيقه في محافظة شبوة التي دفع بالمؤتمر كقوة اضافية إلى ساحة الصراع بين الاصلاح والانتقالي، وقد يشمل ايضا حضرموت التي تعيش مخاض مشابه للمهرة ، لأن هدفه في نهاية المطاف هو ارساء قاعدة تقاسم نفوذ اقليمي على تلك المناطق مستقبلا مع اقتراب خطوات السلام الشامل في هذا البلد.