إمارات "الزجاج" تتلقى من صنعاء أول "وجع" باهظ الثمن

YNP -  إبراهيم القانص :

بدأت صنعاء خيارات إستراتيجية رادعة ضد الإمارات، بعد مهلة كافية وجهت خلالها دعوات متواصلة لأبوظبي إلى كف أذاها ووقف تصعيدها العسكري والاقتصادي ضد اليمنيين، بعودتها إلى واجهة الحرب بإيعاز أمريكي، حسب سياسيين في صنعاء، بعدما كانت أعلنت الانسحاب صورياً فقط، الأمر الذي اعتبره مسئولون في صنعاء كذبة إقليمية، وقال عضو وفد صنعاء المفاوض، عبدالملك العجري، إن التحرك الإماراتي الأخير في اليمن أعادها إلى الواجهة بعد الاقتراب من تحرير مارب، مشككاً في قدرتها على تحمل ضربات مكثفة كالتي تتعرض لها السعودية، مشيراً إلى أن الإمارات وقعت في فخ أمريكي إسرائيلي سعودي، حسب تعبيره.

 

جاء ذلك عقب ضربات نوعية نفذتها قوات صنعاء بطائرات مسيَّرة استهدفت منطقة صناعية في ضواحي العاصمة الإماراتية أبوظبي، متسببةً في انفجارات وحرائق بالقرب من مطارها الدولي.

 

وحسب وكالات أنباء عالمية، فإن الهجمات المسيَّرة التي شنتها قوات صنعاء ألحقت أضراراً بالغة بمنشآت نفطية إماراتية، الأمر الذي أثار قلق مراقبي سوق النفط، الذين رأوا أنه تهديد خطير ضد البنية التحتية النفطية في المنطقة، وأشارت وكالة بلومبيرغ إلى أن، العملية تُعدُّ الأكبر من نوعها حتى الآن على الأراضي الإماراتية، حيث تسببت في اشتعال النيران في صهاريج وقود بمنطقة صناعية قريبة من مطار أبوظبي، الأمر الذي أدى إلى توقف الملاحة الجوية على الرحلات المغادرة أو القادمة.

 

الضربات اليمنية على الإمارات أصبحت خياراً استراتيجياً ضمن ما تطلق عليه صنعاء عمليات توازن الردع، وتنظر إليه باعتباره حقاً مشروعاً في الدفاع عن النفس، في إطار الحرب التي يشنها التحالف منذ سبع سنوات على اليمن، تحت عناوين ومبررات فارغة من مضامينها وصدقيتها، من أبرزها دعم وإعادة الشرعية، وهي ما أثبت واقع المعارك على الأرض وغارات طيران التحالف أنها عبارة عن أهداف ومبررات وهمية للتغطية على أهداف حقيقية ذات أطماع توسعية في السيطرة على المواقع الاستراتيجية اليمنية البرية والبحرية ومناطق الثروات، وحرصت قوات صنعاء على تحذير الإمارات على مدى الأيام الماضية من مغبة تصعيدها العسكري بمشاركتها المباشرة في معارك شبوة بتكثيف غاراتها الجوية والدفع بفصائلها المسلحة المحلية.

 

ويرى مراقبون أن الإمارات تورطت الآن فعلياً في مواجهة قوات صنعاء، حيث تختلف ظروفها تماماً عن ظروف حليفتها السعودية، كونها جغرافيا صغيرة جداً، ورأس مالها هو اقتصاد مبني على الاستثمارات الأجنبية والنفطية، والتي ستكون تداعيات الهجمات على أراضيها وخيمة جداً، إذ أن المستثمرين عادةً يلغون مشاريعهم بمجرد أي قلق أمني مهما كان صغيراً، وكيف بها وهي على موعد مع الكثير والأشد من الردود اليمنية التي لن تكون ضمن توقعاتها، إذ لا تزال تستخف كما يبدو بخصمها الذي أذاق حليفتها صنوف الهزائم الميدانية المخزية، حسب تصريحات مسئولين في صنعاء.