أبوظبي في مرمى نيران صنعاء.. فهل تستوعب الدرس ؟!

YNP - عبدالله محيي الدين :

لم تعد الإمارات في مأمن من نيران الحرب التي شاركت في إشعالها ضمن تحالف دولي بقيادة السعودية، ولا تزال دائرة منذ سبع سنوات حتى اليوم.. ذلك هو ما تقوله الهجمات التي نفذتها قوات صنعاء الاثنين، على أهداف استراتيجية في العمق الإماراتي، على رأسها مطار أبو ظبي ومنشأة نفطية في منطقة مفصح القريبة من المطار، ومواقع أخرى.

في تفاصيل العملية قال متحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع، في بيان عبر وسائل اﻹعلام التابعة لسلطات صنعاء، إن العملية التي وصفها بالنوعية جاءت رداً على التصعيد الأخير للتحالف السعودي اﻹماراتي في اليمن، موضحا أن العملية التي أطلق عليها  "عملية إعصار اليمن" استهدفت مطاري دبي وأبو ظبي ومصفاة النفط في المصفح في أبو ظبي وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة.

وجاء في البيان أن العملية التي نفذت باستخدام خمسة صواريخ باليستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة،حققت أهدافها بنجاح، متوعد  بالمزيد من الضربات الموجعة والمؤلمة، ومحذرا الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين في اﻹمارات بأن عليهم الابتعاد عن المواقع والمنشآت الحيوية حفاظاً على سلامتهم. كما أشار البيان إلى أن قوات صنعاء"لن نتردد في توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآت أكثر أهمية خلال الفترة المقبلة، معلنةً أن الإمارات دويلة غير آمنة طالما استمر تصعيدها العدواني ضد اليمن.

وفي قراءة لما تحمله هذه العملية من دلالات، فإنها تعد مؤشرا على دخول مرحلة جديدة من التصعيد والتصعيد المقابل أو الرد، بين التحالف السعودي الإماراتي وصنعاء، لكن المهم هو أن هذا التصعيد قد يتخذ أشكالا لم تكن متوقعة، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الدور اﻹماراتي في الحرب الدائرة في اليمن، اتسم بطابع الاستقواء المغامرة  غير المحسوبة النتائج وردود الأفعال، على اعتبار أن البعد الجغرافي سيشكل عقبة أمام أي رد فعل من قبل صنعاء، الأمر الذي جاءت هذه العملية لتؤكد عدم صوابيته، وأن موازين القوة لن تظل ثابتة، وما كان غير متوقعا اليوم، لن يكون كذلك غدا.

وإضافة إلى ما تعكسه العملية من تطور في القدرات التسليحية المتنامية لدى قوات صنعاء، بحيث أصبحت بامتلاكها للصواريخ الباليستية ذات المدى البعيد والطيران المسير، والدقة في قصف الأهداف بعد تحديدها، وغير ذلك من الخصائص التي يمتاز بها هذا السلاح، فإنها- وفقا لتصريحات القادة السياسيبن والعسكريين في حكومة صنعاء- تعد بمثابة رسالة قوية موجهة للإمارات تحديدا، بأن عليها أن تعيد حساباتها بشأن تدخلها في اليمن، قبل أن ينقلب الموازين بشكل كلي، وتصبح هي من تتوسل السلام الذي عملت إلى جانب السعودية وتعمل حتى اليوم على تقويضه.

وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى، والقائد الأعلى لقوات صنعاء مهدي المشاط، قد أعلن في بيان رسمي الإثنين، مباركته للعملية العسكرية في العمق الإماراتي، محذرا أبوظبي، من مغبة مشاركتها في العمليات العسكرية في اليمن. وقال “إذا استمر هذا العدوان ومسلسل جرائمه والسعي لاحتلال هذا البلد، فإن هذا سيشكل في المستقبل مخاطر حقيقية على الاقتصاد والاستثمار في الإمارات”، في حين قال رئيس وفده صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، في تغريدة على تويتر، الإثنين، إن “دويلة الإمارات بين خيارين، إما أن تسارع لكف يدها عن العبث في اليمن أو جاءها بقوة الله ما يقطع يدها ويد غيرها”.

وتمثل التصعيد الإماراتي الأخير في اليمن، نقل الإمارات قوات موالية لها إلى محافظة شبوة شرق البلاد، ودعمها بالمال والسلاح للقتال ضد قوات صنعاء، وهو الامر الذي يعيد أبوظبي إلى الواجهة كطرف فعلي في الحرب، وبالتالي يفسح لقوات صنعاء المجال للرد على تصعيدها، بحسب ما أكده عضو وفد صنعاء المفاوض، عبد الملك العجري، في تصريحات لوسائل اﻹعلام  إن "سياسة النأي بالنفس التي أعلنت عنها الإمارات ظهرت أنها كذبة وخدعة داخليا وإقليميا"، مضيفا أن التحرك الإماراتي الأخير في اليمن أعادها للواجهة، رغم أنها لا تستطيع تحمل ضربات مكثفة كالتي تتعرض لها السعودية، خاصة وأن “عملية استهداف أبوظبي ما هي إلا مقدمة ولا يزال هناك الكثير من المفاجآت في جعبة القوات المسلحة  لردع الإمارات"، حسب تعبيره.