تعقيدات ملف تعز

خاص – YNP ..

بمبادرته الخاصة بتعز، يكون الحوثي  قد القى  الكرة مجددا في ملعب القوى السياسية والعسكرية في المدينة، لكن الاشكالية تبدو اكبر بكثير من فتح الطرقات  كما يراها خبراء من الداخل، فهل يتم التوصل لصيغة معقولة تنهي المتاجرة بملف تعز  ؟

وفق لمحمد الحوثي، عضو المجلس السياسي، اعلى سلطة في صنعاء، فإن حركة انصار الله مستعدة  لحل ملف تعز نهائيا، وقد طرحت توا مبادرة تتضمن  وقف القتال ورفع المواقع العسكرية   وفتح الطرقات، وهي جاهزة للسير في هذا الاجراء من "الصباح"..

هذه المبادرة تبدو واقعية   وقد تعزز بناء الثقة بين جميع الاطراف خصوصا في ظل انفلات الفصائل الموالية للتحالف بتعز ومحاولة اطراف  فيها  خلط الاوراق  بتحركات انتقامية ليس من صنعاء بل من اطراف اقليمية وتحديدا السعودية والامارات وبعثرت مساعيها  للدفع بسلام يخرج التحالف من مستنقع الحرب  بعد ثمان سنوات ،  وابرز تلك الاطراف الاصلاح  الذي يتشبث بملف المدينة لتحقيق مكاسب داخلية اكثر منها خارجية.

فعليا لم تكن تعز  محاصرة بتلك الصورة  التي  يحاول تصويرها لدوافع سياسية ، فلدى المدينة خط استراتيجي  مع عدن يمر في مناطق سيطرة فصائل الاصلاح ويدر عليها مليارات الريالات شهريا، ولديها ايضا منفذ اخر مع مدينة المخا التابعة لها وتبعد عنها بضعة كيلومترات وتخضع لسيطرة الفصائل التابعة للتحالف سواء بقيادة طارق أو تابعة للإصلاح وذلك المنفذ لم يفتح بسبب صراعات على الجبايات..

تصدير ملف تعز إلى الواجهة، ليس بدوافع انهاء معانة المواطنين الذين يرزحون هناك تحت وطأة حكم العصابات  التي تحول ليل المدينة إلى نهار بلمح البصر وعلى اتفه الخلافات،  بل للمزايدة السياسية،  وخلال الساعات الماضية برزت الكثير من الاوراق في هذا المجال، فالإصلاح الذي يدير المحافظة،  دشن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز فشل رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان الذين ينتمون إلى تعز في  فك  المنافذ مع  صنعاء،  هو ذاته من صعد وتيرة المواجهة مؤخرا  وهو الذي ربط  رئيس هيئته محمد اليدومي ملف المدينة بملفات اخرة ابرزها اطلاق سراح القيادي محمد قحطان وتغيير المحافظ المحسوب على المؤتمر، وهو ذاته الذي يرفض  فتح معابر المدينة كما تقول الناشطة في المدينة اروى الشميري،  باعتبار  فتح طريق الحوبان  يعني توقف تدفق مليارات الجبايات من معبر  عدن  وانتهاء المتاجرة بمظلومية تعز إضافة إلى  ما سيشكله النازحين العائدين  وقد استولت قادة فصائل الحزب على منازلهم وممتلكاتهم في المدينة..