جولة جديدة من الصراع بين فصائل التحالف في المحافظات الجنوبية

YNP _ حلمي الكمالي :

تشهد مناطق سيطرة فصائل التحالف جنوبي اليمن، خلال الأيام الأخيرة، توترات غير مسبوقة تزامنا مع إحتدام الصراعات بينها، في ظل مساعي كل فصيل للسيطرة على المواقع الإستراتيجية، ضمن سباق واسع تخوضه أدوات التحالف السعودي الإماراتي، لتأمين بقائها في المشهد اليمني، وسط خضم المتغيرات الطارئة على الملف السياسي والعسكري.

البداية من محافظة حضرموت، التي تشهد توترا كبيرا بين الإنتقالي وقوات هادي والإصلاح، بعد رفض الأخيرة قرارات عضو المجلس الرئاسي، فرج البحسني، بتغيير مدير أمن الوادي والصحراء، المحسوب على الإصلاح، وما رافقها من تهديدات، انتهت بتحشيدات عسكرية متبادلة للطرفين.

تصاعد حالة الغليان داخل أروقة التحالف وفصائله في الهضبة النفطية، سيكون له تداعيات كبيرة على واقع الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية ليس فقط داخل حضرموت، وإنما في عموم المحافظات الجنوبية، التي تشهد هي الأخرى واقعا مماثلا في ظل غياب أي سلطة مركزية، وعدم قدرة المجلس الرئاسي الجديد على إدارة التناقضات البينية القائمة بين فصائله المتناحرة.

في السياق، تعود شبوة إلى الواجهة مجددا، تزامنا مع تصاعد حدة التوترات بين الإنتقالي من جهة وقوات طارق صالح ومسلحي محافظ شبوة من جهة أخرى، في ظل مساعي كل فصيل للسيطرة على منابع النفط في المحافظة، ما ينذر بجولة جديدة من الصراع، قد تكون أشد فتكا هذه المرة.

وشهدت محافظة شبوة، خلال الأيام الماضية، تحشيدات عسكرية متبادلة بين الفصائل الإماراتية، مصحوبة بتحشيدات قبلية واسعة لكل الأطراف، حيث دفعت قوات الإنتقالي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى أطراف مدينة عتق، قادمة من محافظة أبين، لتنضم إلى جانب قواتها المتمركزة في محيط مداخل ومنافذ المدينة.

وتسعى قوات المجلس الإنتقالي، التي بدأت بنصب نقاط تفتيش في مداخل ومنافذ مدينة عتق، المركز الإداري لمحافظة شبوة، لمحاصرة المدينة، التي أصبحت مركزا لقوات طارق صالح، والمحافظ عوض العولقي، واللذان يشكلان اليوم، حلفا عسكريا وسياسيا واحدا في مواجهة المجلس الإنتقالي وطرد قواته من المحافظة النفطية.

في المقابل ، عززت ألوية العمالقة، تواجدها في المناطق القريبة من حقول النفط، شمالي المحافظة، بعشرات الأطقم العسكرية بعد سيطرتها على آبار النفط في مديرية عسيلان.. ووفقا لمصادر قبلية فإن المئات من عناصر العمالقة التابعة للقوات المشتركة التي يقودها طارق صالح، وصلت خلال الساعات الماضية إلى مرخة العليا وأطراف مديرية عسيلان، بهدف تعزيز سيطرتها على آبار النفط، حيث تتواجد هناك.

وتتصارع جميع الفصائل الإماراتية التابعة للتحالف للسيطرة على منابع النفط في شبوة، بإعتبارها الميزة الإستراتيجية الوحيدة التي يمكن أن تؤهلها للبقاء في المشهد السياسي بالمستقبل، ولكن هذا الأمر لم يعد ينطبق على فصائل هادي والإصلاح، والتي يبدو أنها فقدت المحافظة إلى الأبد، بعد خسارتها الملف السياسي والقبلي عقب الإطاحة محافظها، وإزاحة قواتها من معظم المواقع الحيوية في شبوة.

وتأتي هذه التحشيدات المتبادلة، وسط توقعات بإنفجار مواجهة مرتقبة وواسعة بين فصائل التحالف في شبوة، في ظل استماتة بعض الفصائل كالمجلس الانتقالي، لخوض معركة مصيرية للحفاظ على وجودها في المشهد، وهو ما يجعل الصدام المباشر أم حتمي بحسب مراقبين، خصوصا بعد تصاعد حدة التصريحات الهجومية والتهديدية بين قيادات تلك الفصائل.

نفس المشهد المضطرب في شبوة وحضرموت، ينطبق على محافظة أبين، بعد قيام قوات هادي والإصلاح بإعادة الإنتشار في سواحل المحافظة، والمناطق الإستراتيجية القريبة من بوابة عدن الشرقية، وذلك في محاولة لقطع الطريق أمام المجلس الرئاسي، الذي يسعى لطرد قوات الإصلاح من أبين، وتمكينها لحساب الفصائل الإماراتية التي يقودها طارق صالح.

التحركات المتبادلة بين فصائل التحالف للإنقضاض على المواقع والمناطق الحيوية في شبوة وحضرموت وأبين، يقابله صراعات وتحركات مماثلة لجموع فصائل التحالف في المحافظات الجنوبية وعلى رأسها عدن؛ وهو ما ينذر بتحول جنوب البلاد، إلى ساحة حرب مفتوحة وتصفية لتلك الفصائل، خلال المرحلة المقبلة.