شبح الهيكلة يهدد مستقبل الرئاسي

خاص – YNP ..

تتأهب المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس الرئاسي جنوب وشرق اليمن لمعركة فاصلة  بدأت ملامحها تتشكل مع قرار المجلس  دمج  فصائله المتناحرة تحت قياداتي الدفاع والداخلية ، فهل تنجح مساعي احتوائها أم ان القرار المرتقب سيقلب الطاولة راسا على عقب؟

 في عدن التي كان يفترض بها "عاصمة مؤقتة" يتصاعد التوتر يوميا، واخرها تحديد الخميس المقبل موعدا لاقتحام مقر اقامة السلطة الجديدة في المعاشيق. هذه الخطوة  ليست مزاجية ولا للمطالبة بإعتاق المواطنين  الذين يرزحون منذ ايام  تحت وطأة قيض الصيف وانقطاع التيار الكهربائي وسط صراع بين الحكومة وسلطة الانتقالي على العائدات في المدينة التي تملك اهم الموانئ والمصافي في اليمن،  لكنها من حيث التوقيت تشير إلى أنها ضمن خطط تصعيد بدأت القوى الانفصالية، رغم مشاركتها في السلطة، التلويح بها وابرزها فتح ملفات  فريق المشاورات ومصير القوات الشمالية المنتشرة في حضرموت  .. هذه المطالب الجديدة التي تقفز على الية تنفيذ اتفاق الرياض  هدفها عرقلة مسعى  دمج الفصائل خصوصا المنادية بالانفصال،  والذي يعكف المجلس الرئاسي او غالبية اعضائه  على اعداد الخطة النهائية لقرار تشكيل اللجنة العسكرية التي ستتولى عملية الدمج  والتوزيع .. كما أن خطة التصعيد للمجلس الانتقالي لا تقتضي على عدن بل تصل إلى حضرموت   حيث يخشى أن تتحول المحافظة النفطية  إلى سكين في خاصرته  خصوصا مع الترتيبات لانتقالي المجلس الرئاسي إلى المكلا.

ليس الانتقالي وحده من يرفض خلطة الدمج المرتقبة ، فحتى الاصلاح  الذي اعلن على لسان قائد فصائله في تعز، حمود المخلافي، بقاء ما وصفها بـ"المقاومة" موازية لما يصفه بت"الجيش"   وكذا قوى اخرى جنوبية وشمالية  كالمقاومة الجنوبية التي يقودها شلال شائع وغيرها.

هذه الفصائل  تدرك  بان الهدف هو اذابتها  ضمن مخطط يعيد  هيكلتها وبما يسمح  لتيار عائلة صالح في المؤتمر  بالاستحواذ عليها مستقبلا خصوصا في ظل التجنيد الواسع الذي اطلقه صغير بن عزيز في المحافظات الجنوبية والشرقية   الذي يسبق  اعادة هيكلة الفصائل ودمجه وتدعمه قوى اقليمية ودولية..

حتى الأن يبدو بان المخطط  حقق اختراق في صفوف معاقل الفصائل المنادية  بالانفصال ، وقد شهدت ابين ولحج والضالع وحتى عدن عملية تجنيد تحت مسمى "قوات اليمن السعيد"  التي يشرف  عليها  عمار صالح، ويقودها بن عزيز ، إضافة إلى اعلان المحرمي الموافقة على قرار دمج فصائله  في الحزام الامني والعمالقة والدعم والاسناد وهذه ستشكل ضربة لبقية الفصائل الجنوبية وتحشرها في زاوية ضيقة مستقبلا وقد تتسبب بالانقضاض عليها.

 هذه التطورات ما  هي  الا بداية لمعركة واسعة بدأت تتشكل من اقصى جنوب اليمن وحتى شرقه  وقد تكون  الاسواء في تاريخ الصراع بين الفصائل الموالية للتحالف، وبانتظار صدور القرار الخاص بتشكيل لجان الدمج  مالم يرافق هذه الخطوة تغيرات على مستوى قيادات الدفاع والداخلية ووفد التفاوض وتلك شروط يصر عليها الانتقالي او بالاحرى يستخدمها كيافطة لمقاومة الضغوط الخارجية والداخلية بإنهاء قوته العسكرية التي اصبح قرار حلها يقلق الاوساط الجنوبية ممن تستذكر  مرحلة ما بعد الوحدة  في تسعينيات القرن الماضي وما رافقها من صراع وكذا ما بعد هيكلة القوات في  2012.