التراخي مع الإمارات .. باهظ الثمن

 YNP / وسيم  حليف -

ما جرى ويجري وما ينتظر حدوثه قبل وخلال وبعد مشاورات الرياض التي جمعت مختلف الاطراف الموالية للتحالف والتي يجمعها دعمه والانقياد له وتفرقها تراكمات ماضي ومسائل أخرى متعلقة بمصالح الرياض وأبوظبي ، كل ذلك يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن لأبو ظبي النصيب الأكبر من التحضير والإعداد له ، بل والمصلحة الكبرى فيه إذ عملت جاهدة لربما طيلة الفترات الماضية من أجل الدفع بوكلائها من ديسمبريي الساحل الغربي والانتقالي إلى الواجهة لتصدر القيادة بعد إعادة إنتاج " الشرعية"   ،

مصلحتها الاكيدة  ايضا في الإطاحة بالإصلاح وهادي وعلي محسن ولذلك كان على القيادة في صنعاء وعبر القنوات المعتادة والخاصة التواصل مع أبو ظبي للضغط والعمل من أجل الحيلولة دون لملمة أوراق وشتات تلك الأطراف وتسجيل واعتبار ذلك ضمن الأعمال العدائية التي يجب محاسبتها عليها وليس بالضرورة أن يكون الفعل المعادي عبر القذيفة أو الصاروخ فقط

 

من الصحوة واليقظة بمكان أن تكون الإمارات الآن وكل تحركاتها تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى .. بل إن ضوابط ما متعلقة بتحييد الإمارات وإيقاف أطماعها في اليمن كان يجب ان تسبق أي هدنة,حيث كان بإمكان سلطات صنعاء ان تنجح لربما في إرغام الإمارات على منع وصول الأمور الى ما وصلت إليه في نهاية تلك الاجتماعات التي أعدت وطبخت مخرجاتها سلفا بعيدا عن إرادة بل ودراية دمى واراجوزات سيقت إلى مقر الاجتماع و لا تمتلك من امرها شيئا لكن شيئا ما لم يكون مضبوطا بالشكل الصحيح على ما يبدو ان استخباراتيا او سياسيا او دبلوماسيا او غير ذلك بالنسبة لسلطة صنعاء..

 

لا نريد الاسهاب كثيرا في التذكير بما شددنا عليه خلال السنوات الماضية وما طالبنا به بخصوص التعامل مع أبو ظبي ومراوغاتها المستمرة بشأن استمرارية مشاركتها في الحرب من عدمه وضرورة الحزم في هذا الجانب حتى وإن نجحت صنعاء في عدد من المراحل السابقة في تحييد جهود الإمارات بل او حتى استخدامها في خلط الأوراق وصناعة التباينات داخل الشرعية الهزيلة اصلا او ما كان يتعلق بحرب الساحل الغربي .. كذلك نتيجة مخاوفها وسعيها لتحاشي ضربات القوة الصاروخية والطيران المسير لقوات صنعاء لكن ذلك التهديد وتلك المخاوف والضغوط التي نجحت صنعاء في فرضها على أبوظبي وبالتالي استثمارها لم تكن حاسمة ولم تكن كافية لإنهاء الأعمال العدائية للإمارات في اليمن ولم تصل كذلك الى المستوى الضامن لعدم تجدد أو معاودتها لممارسة تلك الأعمال بالطرق والوسائل المختلفة..

 

التراخي  ووقف الهجمات التي كان تستهدف العمق الإماراتي بصورة سريعة عند كل مرة يتخذ فيها القرار بتأديب أبو ظبي اسهامها في استمرارية اللعب والمراوغة الإماراتية حتى وصل الأمر الى ما وصل اليه اليوم على الرغم من ان استمرارها وان لفترة غير طويلة كان كفيلا بصنع منجز كبير ومهم على طريق الخروج الإماراتي الكامل من اليمن حتى وإن جلب ذلك مزيدا من الضغوط الدولية على صنعاء بدفع من أبو ظبي كما رأيناه خلال التصعيد الاخير ضد العمق الإماراتي لكون خطر استمرار الإمارات في تحركاتها في اليمن أكبر من خطر الضغوط والعقوبات الدولية التي قد يتسبب فيها او تسببت فيها عمليات استهداف الإمارات من قبل قوات صنعاء بالقوة الصاروخية والطيران المسير..ولا اريد التذكير كذلك بما كتبته ذات يوم عن أهمية واولوية جبهة الساحل الغربي مقارنة بجبهة مارب للاعتبارات التي نتحدث عنها اليوم لكن ما يجب قوله هنا وبصريح العبارة أن هذا التراخي قد يكون باهظ الثمن مستقبلا وإن على السلطات والمعنيين في صنعاء اليقظة للمرحلة القادمة والحليم يفهمها وهي في الجو..