ما وراء صمت الاصلاح على عملية استئصاله؟

خاص – YNP ..

مع تصاعد وتيرة تصفية الاصلاح من السلطة الموالية للتحالف، جنوب  اليمن، وسط صمت مدقع من قبل قيادات الحزب ، يثار الجدل حول موقفه مما يجرى ، هل استسلم الحزب فعلا، هل وافق على قرار ازاحته من المشهد، أم أن خياراته  تقلصت ؟

استئصال الحزب الذي ظل على مدى السنوات الماضية راس حربة التحالف في حربه على اليمن لا تتوقف .. فمنذ  تشكيل السلطة الجديدة تحت مسمى "الرئاسي" جميع القرارات التي تم اصدارها تستهدف كوادر الحزب وقياداته بدء بإزاحة  علي محسن من منصبه كنائب  لهادي ضمن تحالف ما عرف بـ"الشرعية" وصولا إلى  اجتثاث الحزب من سلطات القضاء وقبلها من الحكومة وسلطات  محلية وادارية عدة..

هذه القرارات ضمن سلسلة مخطط يديرها التحالف  كما يبدو  لإنهاء نفوذ الحزب الذي حاول خلال سنوات الحرب الحفاظ على نفسه كقوة يمنية تضاهي حزب المؤتمر  الذي ظل يحكم اليمن لأكثر من 3 عقود ، وقد تشمل خلال الفترة المقبلة ما تبقى له من نفوذ محلي سواء في تعز أو مأرب..

جميع القرارات التي تم اتخاذها حتى اللحظة لم  تجد اية ردة فعل من الحزب  على الرغم من ترحيبه بقرار اقصاء خصومه كما حصل في حضرموت ،  الامر الذي دفع قيادات بارزة في الحزب لانتقاد صمته ، وسط دعوات لفك  ارتباطه بالتحالف السعودي – الاماراتي وفتح قنوات تواصل مع الاطراف اليمنية الفاعلة وتحديدا في صنعاء.

فعليا لم  يعد الحزب قادر حتى على المناورة..  على مدى سنوات الحرب استنزف اكثر من غيره  عديدا وعتادا، وظلت قواته  تتلقى الضربات من التحالف اكثر من ضربات خصومه المفترضين في اليمن، وحتى على المستوى السياسي  اصاب اقالة علي محسن ، الذراع العسكرية والسياسي، ضربة قاصمة للحزب .. كما أن اعادة السعودية والامارات التقارب مع تركيا ، الملجأ الاخير لقيادات الحزب، انهت اي طموح  له بالاعتراض وجعلت قياداته حبيسة اوهام الثروات التي جمعتها وهربتها سواء من اليمن او خلال سنوات الحرب..

استهداف الاصلاح لم يكن جديد  وباعتراف قياداته التي اشارت اكثر من مرة إلى أن انخراطها في صفوف  التحالف كان لدفع استهدافه، لكن  الان يتضح جليا بان الحرب التي قادتها السعودية والإمارات  على اليمن في مارس من العام 2015 كانت لإضعاف كافة القوى اليمنية سواء كانت معادية أم موالية لهما، لان المخطط ابقاء البلد الثري  تحت رحمة الصراعات الطائفية والمناطقية والحزبية وبما يمكن امراء الحرب الاقليمين والدوليين  من رسم مستقبل للبلد يبقي ثرواته تحت قبضتهم.  

كان الاصلاح  ورقة التحالف في الحرب ، لكن وقد انتهت  فإن الخطوة التالية للتحالف ايجاد  قوى اخرى اصبحت اضعف  ولديه قابلية  للقبول بأية اجندة يفرضها التحالف    وابرزها حزب المؤتمر المفكك  وكذا الانتقالي حديث الولادة.