هل وقع الانتقالي في شرك التحالف؟ تقرير

خاص – YNP ..

يكابد الانتقالي  بقوة لتلافي هزيمة سياسية وعسكرية واجتماعية  غير مسبوقة  في اهم معاقله جنوب اليمن،  فهل وقع في شرك التحالف، أما انه تجاوز  حدود امكانياته؟

في ابين،  البوابة الشرقية لعدن،  يواجه الانتقالي هزيمة ساحقة على ايدي من يصفهم بـ"مجموعات ارهابية". فبعد اسابيع من المعارك والمفاوضات  تؤكد المقاطع المتداولة  عن تعرضه لأكبر  عملية استنزاف في صفوف فصائله   سواء من قبل  "القاعدة" التي اكدت في بيان لها بان حربها لم تبدأ وتكتفي بترك الانتقالي يواجه العبوات الناسفة  او بطيران التحالف الذي استهداف اكبر الويته في مودية  بغارات جوية، أم  من العمالقة الجنوبية التي يفترض ان تكون حليفه وقد تداعات للدفاع عن معاقل التنظيم ومحاولة شرعنة وجوده.

وبغض النظر عن التصريحات  التي يطلقها قادة الانتقالي عن انتصارات واقتحامات لم يشفعون لها ولو بصورة قتيل  ويحاولون من خلالها الحفاظ  على ثبات معنويات فصائلهم ، تؤكد المعطيات على الارض بان المجلس يواجه  تعقيدات  كبيرة كانت احد الاسباب في تأخير معركته صوب حضرموت والمهرة والتي وعد بإسقاطها قبل حلول اتفاق سلام شامل في اليمن.

لا احد يعرف حتى الأن  كيف وقع الانتقالي في  الكمين العسكري هذا .. اكان لتفجير حرب مناطقية بين ردفان وابين  بعد تكليف الاولى  بعملية "سهام الشرق" وهو يعرف مدى حساسية العلاقة التاريخية بين الطرفين اللذين احتشدا منذ ثمانينات  القرن الماضي في طرف ضد الاخر،  أم كان الهدف  من العملية اخراج فصائل الانتقالي من عدن خصوصا المتمردة على الزبيدي،  أم تطويق معاقل خصومه التقليدين في الزمرة، لكن المؤكد حتى اللحظة بأن الانتقالي غارق في  العملية التي  بدأت تأخذ منحى اخر مع نقل التفجيرات إلى عدن ومناطق متقدمة في ابين كزنجبار المعقل الابرز  للانتقالي.

عموما الاستنزاف العسكري  جزء من مسار  تقوده اطراف اقليمية ودولية على ما يبدو  وهدفه اعادة ضبط وضع الانتقالي  وحشره في زاوية ضيقة يكون فيها ولد مطيع لأرباب سلطته في الخليج والعواصم الغربية وهذا المسار بدأ  سياسيا بتحريك السعودية لروسيا لإعادة القوى الجنوبية السابقة  إلى المشهد في ضوء اللقاءات التي اجرها السفير الروسي  مع علي ناصر واخرين.

قد يحاول الانتقالي تصوير مغامراته الاخيرة  على انها مسعى لتحقيق مزيد من المكاسب  على حساب حلفائه في سلطة الرئاسي، لكن  في الواقع ما يدور  هو جزء من مسلسل تقليص الانتقالي سياسيا وعسكريا  سواء كانت خطة تمدده بضوء من التحالف ام قرار ذاتي من الزبيدي،  فالهدف في نهاية المطاف كما يبدو اعادة الزبيدي إلى بيت الطاعة في الرياض وتقليص طموح الزبيدي  بإبقائه تحت قيادة العليمي الذي تجاهله في زيارته الخارجية  والاهم ايجاد قوى عسكرية موازية او اكبر كما هو الحال في دعم العمالقة السلفية  واخرى سياسية بما يحول دون مطالب الانتقالي بتمثيل كامل للجنوب.