التحالف يدرّب مجاميع " القاعدة وداعش " في معسكرات الشرعية

YNP /  إبراهيم القانص -

بشكل ملحوظ، تعود التنظيمات الإرهابية إلى واجهة المشهد اليمني، بعد فترة ليست بالطويلة منذ أجهزت عليهم قوات صنعاء في أواخر عام 2021م، وطردتهم من مراكز تجمعاتهم الرئيسية في محافظة البيضاء ومعسكراتهم التي ظلت قائمة وتصلها كل أنواع الدعم من الإمارات والسعودية، فقد دعمتهم هذه الأخيرة بـ 274 مليون دولار مستغلة فراغ السلطة في المناطق الجنوبية، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، منذ بداية حرب التحالف على اليمن، إذ كان ولا يزال عناصر القاعدة وداعش في مُقَدَّم صفوف قوات التحالف ويقاتلون معهم جنباً إلى جنب في كل مواقع المواجهات، حيث تم تجميعهم في مناطق بمحافظتي أبين وشبوة، جنوب وجنوب شرقي اليمن، حتى أن السعودية منحتهم الأمان وضمنت تحييدهم عن ضرباتها الجوية في بداية حربها على اليمن، حيث قال متحدث التحالف حينها، أحمد العسيري، إن القاعدة وداعش ليسا هدفاً للتحالف.

 

وكما هي عادة القوى الدولية التي صنعت التنظيمات المتشددة وتستخدمها سلاحاً لسلب الشعوب والدول أمنها وسكينتها، تقدم نفسها المحاربة والمتصدية للإرهاب، بينما هي صانعته ومستخدمته ولا تزال تموله أينما وجد، أو بمعنى أكثر دقةً أينما أوجدته وثبتت جذوره، ويتم ذلك عبر وكلائها في العالم من منظمات وكيانات تحمل مسميات إنسانية وحقوقية، وكذلك عبر أنظمة حكومية بعينها، ومنها في منطقة الشرق الأوسط دولتا الإمارات والسعودية، وهما الدولتان اللتان تكاد تنعدم أنشطة الإرهابيين على أراضيهما، لكنهما توزعانهم أينما استدعت مصالحهما، خصوصاً في العراق وسوريا واليمن. 

خلال الأسابيع الماضية، تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي تسجيلاً مرئياً لتخرج دفعة عسكرية من عناصر تنظيم القاعدة، تم تجهيزها للقتال في صفوف قوات طارق صالح، التابعة للإمارات في الساحل الغربي، وذكر الناشطون أن أبوظبي جندت مجاميع من تنظيم القاعدة يقودها محمد طارق، نجل القيادي طارق صالح عفاش، والذي أنجبه من زواج سري بفتاة من محافظة ريمة، موضحين أن المجاميع جُندت في كتيبتين ضمن ألوية "حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش في مدينة المخا الساحلية المطلة على باب المندب.

 

ولا يزال تنظيما القاعدة وداعش متجذرين في الأراضي اليمنية، التي يتم الإعلان بين حين وآخر عن إعلان مناطقها الجنوبية كولايات تابعة لحكم الإرهابيين، ولا تزال قيادات هذين التنظيمين على تواصل مع قيادات حزبية كبيرة تابعة للإصلاح، الأمر الذي يدل على أنه لا يزال أمام المتطرفين الإرهابيين مهمات أكثر خطورة داخل الأراضي اليمنية، وكانت وسائل إعلام مختلفة نشرت صوراً لعضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح، عبدالمجيد الزنداني، خلال لقاء غامض أثار الشبهات والريبة مع وفد من حركة طالبان، في تركيا، بالتزامن مع تصاعد هجمات القاعدة ضد قوات المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية، حيث وصف المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، في تغريدة على تويتر، لقاءه مع الزنداني بـ "المهم"، وأطلعه خلال اللقاء على الأوضاع في ما يسميها "إمارة أفغانستان الإسلامية"، وهي التي قاتل فيها الزنداني وجند من أجلها آلاف اليمنيين وغير اليمنيين خلال حرب القاعدة مع الاتحاد السوفيتي، وحين عاد منها أسس فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ولا يزال أحد أهم قادته ومرجعياته الروحية والإفتائية.

 

وخلال الساعات الماضية، بدأ التحالف تحركات واسعة لإعادة التنظيمات الإرهابية إلى الواجهة في المحافظات الجنوبية، حيث قالت مصادر في الحكومة الموالية للتحالف إن السعودية والإمارات تسعيان لتسليم "معسكر عكد" في مديرية لودر بمحافظة أبين، لتنظيم القاعدة، وهو المعسكر الذي كان مقراً لما يسمى اللواء الثالث حماية رئاسية التابع للإصلاح، ويأتي ذلك بالتزامن مع ترتيبات سعودية لضم المئات من عناصر التنظيم المتمركزة في أبين، ضمن وحدات تابعة للمجلس الرئاسي، موضحةً أن المعسكر القريب سيكون محطة لتدريب العناصر المتطرفة وتأسيس قوة جديدة للقاعدة باسم "البيضاء" التي كانت مركزهم الرئيس، وأن ذلك سيتم بإشراف المجلس الرئاسي.

 

وللتمويه على استئناف النشاط والمهمات الجديدة التي سيتكفل بها إرهابيو داعش والقاعدة؛ استهدفت طائرة مسيّرة أمريكية، عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة، وحسب وسائل إعلام جنوبية قصفت الطائرة الأمريكية تجمعاً للقاعدة على أطراف وادي خورة في مديرية مرخة السفلى غربي مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى في المنطقة الواقعة على الحدود الإدارية مع محافظة البيضاء.