محاولات لإضفاء الطابع المدني عليه ..  مطار المخا ليس سوى مدرج أنشأته الإمارات لأغراض عسكرية

  YNP /   خاص -

تواصل القوات الموالية للإمارات في الساحل الغربي لليمن استعداداتها لافتتاح المطار الذي أنشأته الإمارات بالقرب من ميناء المخا رسميا، في مسعى يقول المراقبون أن الهدف منه هو إضفاء الطابع المدني على المطار الذي هو في الأصل مطار عسكري أنشأته الإمارات للأغراض العسكرية، سيما وأنها تسعى إلى تكريس تواجدها العسكري في السواحل والجزر اليمنية وتعمل على إنشاء قواعد عسكرية لها في هذه المواقع.

وكانت قد هبط في أواخر نوفمبر الماضي أول طائرة عسكرية في المدرج الذي أنشأته الإمارات، وتوالت حينها التصريحات من قبل القيادات الموالية للإمارات، بأن المطار سيكون جاهزا في غضون أسابيع لاستقبال الرحلات التجارية، في حين يتنافى واقع المدينة التي يغلب عليها الطابع العسكري، مع تلك التصريحات، إذ لا يمكن أن يكون هذا المطار وجهة للمسافرين حيث تعد مدينة المخا ضمن منطقة عملت الإمارات على عسكرتها، كما أن واقع الحرب التي تشهدها اليمن لا يزال يهيمن على عدد من مناطق التماس، وعلى رأسها منطقة المخا والساحل الغربي من الخوخة حتى باب المندب، وهي المنطقة التي تسيطر عليها القوات الموالية للإمارات بقيادة طارق صالح.

 من جهتهم قلل اقتصاديون من أهمية الإعلان عن قرب افتتاح مطار المخا، مشيرين إلى أن المطار الذي لا يزال قيد الإنشاء لا يمثل مشروعاً تنموياً أو اقتصادياً أو خدمياً يلمس المواطنون فائدته، كونه يتبع القاعدة العسكرية التي أنشأتها الإمارات في مدينة المخا.

وقال المحللون إن المطار في الأصل هو مطار عسكري يتبع القاعدة الجوية التي أنشأتها الإمارات، وليس مطاراً مدنياً، موضحين أن ما يتم الترويج له من قبل الفصائل الموالية للإمارات حول استقبال المطار رحلات تجارية في المستقبل، ليس إلا من باب التغطية على الهدف الحقيقي من إنشاء المطار، ولتجنب أي ضجة إعلامية قد تحدث خلال تدشينه.

وذكروا أن هذا المطار لا يختلف عن المطارات والمدارج التي أنشأتها الإمارات في كل من جزيرة ميون في باب المندب وجزيرة عبدالكوري في المحيط الهندي، ناهيك عن مطارات عسكرية عدة في إريتريا وجيبوتي تتبع قواعدها العسكرية التي أنشأتها خلال السنوات الأخيرة في البلدين.

وكانت تقارير غربية كشفت منذ وقت مبكر أواخر العام الماضي عن بدء الإمارات في إنشاء مطار عسكري بالقرب من ميناء المخا، والذي ترافق مع إنشاءات عسكرية مختلفة، بينها قاعدة جوية.

ويوصف مطار المخا، الذي أنشئ بإشراف إماراتي حسب ما أفادت به تقارير صحافية منذ بدء العمل به في المشروع، قبل أكثر من عام، كمطار عسكري خاضع للإمارات، فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أن المطار أصبح جاهزاً لاستقبال الطائرات عبر مدرج بطول 3 كيلو مترات، وتم تجهيزه خلال عام.

وقبل أكثر من عام، أكدت مصادر عسكرية أن طارق صالح الذي يقود القوات المشتركة الموالية للإمارات، شرع في بناء المطار لأغراض عسكرية وليس لاستخدامه كمطار مدني يستفيد منه أبناء تعز.

وكان تحقيق لمنصة "إيكاد" للتحقيقات، كشف حينها عن تمدد عسكري إماراتي في ميناء المخا التابع لمحافظة تعز، مضيفاً أن فريق التحقيق قام بمراقبة ميناء المخا لأشهر طويلة، لاحظ خلالها حدوث متغيرات تمثلت في مبانٍ عديدة شيدت واستعملت كمخازن للذخيرة والسلاح، بالإضافة إلى تطورات عدة طرأت على الميناء آخرها مدرج عسكري طويل.

وأوضح التحقيق أن صور الأقمار الاصطناعية تكشف ربط المدرج بطريقين رئيسين يصل أحدهما لمدخل الميناء والآخر يتصل بلسان الميناء البحري.. لافتاً إلى أنه يظهر أيضاً وجود رأسين في أول وآخر المدرج صمم لاستقبال الطائرات المروحية.

ورصد التحقيق كثافة في حركة سفن الإنزال والدعم البحري التي تحمل العلم الإماراتي في الميناء، مشيراً إلى أن من بين 7 سفن إماراتية ترددت على الميناء سفينة تدعى "تكريم"، وهذه السفينة شاركت في أعمال إنشاء القاعدة العسكرية الإماراتية في جزيرة عبد الكوري في نوفمبر 2021.

وبالنظر إلى ما تؤكده صنعاء بشكل مستمر، حول الاستمرار فيما تسميه "مواجهة الاحتلال الخارجي لأجزاء واسعة من اليمن، وتحرير كامل الخارطة اليمنية"، فإن أي حديث عن نهاية قريبة للحرب، يغدو بلا معنى، ما دام التدخل الخارجي عبر أشكال مختلفة، منها السيطرة على مناطق واسعة من البلاد مستمرا.