التحالف يعزز نفوذه في مناطق الشرعية.. والرئاسي يعتبر اليمنيين مجاميع نازحة

YNP / إبراهيم القانص -

تعزز دول التحالف نفوذها في اليمن من خلال تعميق ولاءات وتبعية الفصائل التابعة لها في المحافظات التي تسيطر عليها حكومة المجلس الرئاسي، حيث تتقاسم السعودية والإمارات مناطق الثروات والمواقع الاستراتيجية المهمة، وتحافظ الدولتان الخليجيتان اللتان تقودان التحالف على مصالحهما بكثير من الطرق والأساليب،

أبرزها إثارة وتغذية النزاعات المسلحة بين الفصائل والمكونات اليمنية التابعة لهما، حتى وإن اختلفت الدولتان فيما بينهما في إطار التسابق على مصالحهما في اليمن، وقد يصل هذا الاختلاف إلى حد الصراع، لكنهما تخوضانه من خلال الفصائل اليمنية التي تخوض أي صراع بالنيابة عن مموليها وداعميها، وبالتالي لا تخسر الرياض وأبوظبي أي شيء، فالدماء التي تسفك يمنية، وهذه الدماء لا تعني شيئاً قياساً بمصالحهما وأهدافهما، وكما يرى مراقبون فإن الأهم لدى دول التحالف أن تظل تلك الفصائل مرتمية في أحضانها وتابعة لها، مسلوبة القرار والإرادة والسيادة.

 

حزب الإصلاح، المكون اليمني الأكثر ولاء وتبعية لدول التحالف، حين اعترض على التحركات الإقليمية والدولية الساعية لوقف الحرب، والتي حققت تقدماً على طريق استئناف الهدنة وإنجاز الملفات الإنسانية، كان دافعه الوحيد هو الخوف على مصالحه التي ربما يفقدها، خصوصاً أن هناك مؤشرات لإزاحته من المشهد، فاستثماراته في الحرب كثيرة وكبيرة ومسار السلام الذي تقدم كثيراً خلال التفاوضات الأخيرة يشكل تهديداً بفقدانه كل الامتيازات التي طالما حصدها على حساب بلاد وشعب بأكمله، وأن يحافظ على تلك الاستثمارات والمصالح لا يهمه أبداً أن يظل تابعاً للسعودية ورهن إشارتها حتى وإن عافته واعتبرته عبئاً ثقيلاً، وما تذمره من تجاهل الرياض تضحياته معها ضد شعبه ووطنه إلا عرضاً جديداً بطريقته الخاصة لاستعادة ثقة المملكة به وأنه قد يضيف إلى رصيد خدماته لها خلال المراحل المقبلة.

 

ولا تزال سلطات صنعاء تحاول الدفع بحزب الإصلاح إلى تصحيح مواقفه، من خلال رسائل يوجهها بعض المسئولين في صنعاء لقيادات الحزب، على خلفية إدراكها ويقينها أنه لا يتعدى كونه مستخدماً لتحقيق مصالح غيره على حساب بلاده وسيادتها وثرواتها، حيث وجّه عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي، رسالة لحزب الإصلاح وكذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، متسائلاً إلى متى سيظل هذان المكونان غارقين في خداع نفسيهما وأتباعهما وتمنيتها بالأوهام، مشيراً في تدوينة على تويتر، أن دول التحالف تستهدف الجميع، لأن مصالحها تقتضي تفتيت اليمن، بإنشاء قوى بديلة عن الإصلاح والانتقالي، ومرتبطة بها بشكل مباشر، حتى يتسنى لها الاستفادة من مناطق سيطرتها ومن اقتطاع أجزاء من أرض اليمن وضمها إليها، حسب تعبيره.

 

أما حكومة الشرعية بنسختيها، القديمة المستغنَى عنها والمطاح بها، والجديدة الممثلة في المجلس الرئاسي الذي فصّلته الرياض حسب مقاسات مصالحها في اليمن، فقد تمكنت دول التحالف من سلبها أي قرار أو رأي، ويرى مراقبون أنها أصبحت عبارة عن مجموعة من الواجهات التبريرية لما يفعله التحالف في اليمن، مقابل حصد كل فرد فيها منافع ومصالح شخصية، تتمثل في أرصدة بنكية وعقارات في عدد من عواصم الدول العربية والأوروبية، وحسب المراقبين فإن مافيا الشرعية لا تنظر إلى اليمنيين إلا كما لو أنهم مجاميع من النازحين، لا تفتأ تتوسل باسمهم المساعدات والمنح من المنظمات الإغاثية والدول الأجنبية، ولا مشروع يهم الوطن في مخيلاتهم أو ضمائرهم التي ولِدَت ميتةً ولا أمل في إحيائها.