على خطى الرياض، تجري أبو ظبي استعدادات لإرسال وفد لها إلى صنعاء لإجراء حوار مباشر مع السلطات هناك، وذلك في إطار التحركات الخليجية والدولية للتوصل إلى وقف دائم للحرب وإحلال للسلام.
وكشفت سلطات صنعاء عن استعدادات تجريها الإمارات من أجل إرسال وفد لها إلى صنعاء، وجاء ذلك على لسان وزير الدولة في حكومة صنعاء الدكتور عبدالعزيز البكير، الذي قال إن "الإمارات تجهز وفدها للحوار المباشر مع صنعاء لإحلال السلام الذي فرضه وأسهم بمتغيرات إقليمية ودولية صمود الشعب".
وأضاف البكير بالقول: "انتهت الحرب التي تقودها السعودية على اليمن وتم التوافق على الورقة الإنسانية وتسليم المرتبات وسيتم الإعلان عن تمديد الهدنة قريباً، صنعاء جاهزة لإحلال السلام دون التفريط بالثوابت وحقوق الشعب".
ورغم أن دخول الإمارات في الحوار المباشر مع صنعاء، جاء بالتزامن مع التقارب الأخير بين السعودية وإيران برعاية الصين، إلا أنه لا يمكن القول إن ذلك التقارب بين الدولتين كان له عظيم الأثر في دفع الإمارات إلى الحوار المباشر مع صنعاء، حيث أن السعودية وهي قائدة التحالف، كانت قد وصلت إلى قناعة ضرورة الحوار المباشر مع صنعاء، وإيفاد ممثلين عنها إلى صنعاء للحوار المباشر مع قيادات الدولة هناك، الأمر الذي يؤكد أن المتغير الأخير المتمثل في التقارب السعودي الإيراني وإن كان له تأثير محدود، فإن القناعة بضرورة الحوار مع صنعاء كانت قد ترسخت لدى دول التحالف، بناء على المعطيات الواقعية والتغير الحاصل في ميازين القوى عسكريا وسياسيا.
وكانت السعودية قد أوفدت ممثلين عنها في يناير الماضي، لإجراء حوار مباشر مع سلطات صنعاء، وذلك بوساطة عمانية، وهو ما اعتبره محللون حينها اختراقا كبيرا في جدار الأزمة اليمنية، وخطوة مهمة في طريق إنهاء الحرب وإحلال السلام في البلاد.
وتشير التحركات الأخيرة، في إطار حل الأزمة اليمنية إلى أن القناعة بدأت تترسخ لدى الخارج، وبالأخص دول الجوار، أنه لا يمكن الوصول إلى حلول حقيقية دون أخذ رؤية صنعاء للحل في الاعتبار، خصوصا وأن السنوات الثلاث الماضية، شهدت تغيرا في ميزان القوى في ميدان السياسة كما في ميدان الحرب، وهو ما يعني أنه لم يعد من الممكن طرح رؤى أحادية ولا فرض إملاءات من طرف واحد مقابل وقف الحرب التي طحنت البلاد طوال ثمان سنوات.
تلك القناعة بضرورة التحاور مع صنعاء، والإصغاء لرؤيتها لإنهاء الأزمة اليمنية، ساهمت المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية في ترسيخها لدى كل من السعودية والإمارات اللتين قادتا الحرب في اليمن لثمان سنوات خلت، وهي ذاتها القناعة التي وصلت إليها القوى الدولية الداعمة لهذا التحالف السعودي الإماراتي، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، وكانت قنوات التواصل والحوار المباشر التي فتحتها دول التحالف مع سلطات صنعاء، ووصول وفود خليجية للتحاور معها، ثمرة من ثمار هذه القناعة.