أبوظبي تلحق بالرياض إلى طهران.. وصنعاء تقترب من اتخاذ قرار الحسم

YNP /  إبراهيم القانص -

سارعت الإمارات إلى تعزيز علاقاتها مع إيران، بعد أيام قليلة من إعلان الرياض تطبيع العلاقات مع طهران، حيث استقبل محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، وطحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني،

وأكد رئيس الإمارات أن بلاده "مستعدة لإزالة سوء التفاهم ورفع العلاقات الثنائية مع إيران في جميع المجالات إلى أعلى المستويات"، فيما شدد طحنون بن زايد على أن التعاون مع إيران، التي وصفها بالقوية، يُعدُّ من أولويات أبوظبي، مشيراً إلى أن الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية سيكون له دور بناء في نشر السلام والاستقرار والأمن المستدام في المنطقة، والسؤال هنا: هل استوعب أتباع السعودية والإمارات في اليمن، أنه لا وجود لإيران التي يحاربونها على مدى ثمانية أعوام كما زعموا، ورفعوا شعار تلك الحرب منذ بداية عمليات التحالف العسكرية في اليمن، وبعدما طبعت الدولتان الخليجيتان علاقاتهما مع إيران، فمن ستحارب قوات الشرعية الموالية للتحالف بعد ما أصبحت إيران في الرياض وأبوظبي، وهل أدركوا أن محاربة إيران لم تكن سوى مبرر لتدمير اليمن واستباحة سيادته وثرواته بأيدي أبنائه الذين استخدمهم التحالف وحقق من خلالهم وبواسطتهم كل مشاريعه وأهدافه ومن يقف وراءه.

 

ويرى مراقبون أن تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية والإمارات خطوة حكيمة، تخدم الدول الثلاث والمنطقة بشكل عام، لكن المخجل أن يظل أتباع التحالف في اليمن منجرِّين وراء كذبة محاربة الذراع الإيرانية، فالذين ملأوا رؤوسهم بهذه الكذبة تركوهم غارقين فيها، يدمرون بلادهم ويقتلون أهلهم، فيما سلك أولئك طريقاً رأوا فيه مصالحهم ومصالح بلادهم، والأدهى من ذلك أن يظل أتباع التحالف يرفعون شعارات الوهم، وهم مستهدفون بالدرجة الأولى بحكم ما يقع فيهم من القتل والتصفيات المستمرة والإهانات التي كانوا أجد بأن ينأوا بأنفسهم عنها، والتي وصلت حد رهن عائلاتهم في عواصم دول التحالف، فاليمنيون جميعهم مستهدفون من هذه الحرب، وإنما ثبت بعضهم على أرضه مدافعاً عن سيادتها بينما وقف الآخرون في صف التحالف سعياً وراء المال والمناصب الوهمية، فهم مسلوبو القرار وخاضعون تماماً لقيادة التحالف، رغم أن أول جدار استندوا عليه وبشكل عقائدي قد انهار أمام أعينهم بمجرد تطبيع الرياض وأبوظبي علاقاتهما مع طهران.

 

وكانت إيران حسمت موقفها بشأن اليمن، في ضوء اتفاقها مع السعودية، الذي تم برعاية صينية، بعد أيام من الجدل ومحاولة تسويق الاتفاق لخدمة السعودية للخروج من مأزقها في اليمن، حيث نقلت قناة الجزيرة القطرية عن الخارجية الإيرانية أن الرياض طلبت وضع ملف اليمن للنقاش خلال التفاوضات السرية إلا أن طهران ذكرت أنها لم تقدم أي التزامات خارج حدودها، وأكدت أن القرار في صنعاء وبيد صنعاء فقط.

 

ويظل موقف صنعاء من حرب التحالف على اليمن ثابتاً، وخياراتها محسومة وفق شروطها لتمديد الهدنة، حيث يظل أبرز الخيارات في حال رفضت السعودية الشروط المطروحة، هو خيار استئناف العمليات العسكرية، بما سيترتب عليها من خطورة على أمن المملكة وسلامة منشآتها الحيوية، والتي تدرك الرياض جيداً مدى قدرات قوات صنعاء على الوصول إلى أهدافها، ويبدو أن الهجوم العنيف الذي شنته على محور حريب رسالة واضحةً أن خيار الحرب لا يزال قائماً، ومستمداً من قرار سيادي لا وصاية فيه لأي طرف خارجي، وقد تمكنت قوات صنعاء من السيطرة على مواقع لم تصلها من قبل إعلان الهدنة، خصوصاً أنه جاء بعد ساعات فقط على زيارة قائد الدعم والإسناد بقوات التحالف سلطان البقمي، ومعه وزير دفاع الشرعية المقدشي ورئيس الأركان صغير بن عزيز، الأمر الذي يجعل الحسم العسكري خياراً وحيداً إذا ما اضطرت صنعاء لذلك في حال استمرار مماطلة السعودية في تنفيذ الشروط التي يأتي في مُقَدَّمِها رواتب موظفي الدولة ورفع الحظر عن المطارات والموانئ.