واليمن يتجه نحو إنهاء الحرب.. مكسب وحيد بحجم التضحيات فهل يتحقق ؟!

 YNP /  خاص -

تتجه الأنظار نحو الإعلان المرتقب لاتفاق الهدنة بين الأطراف المتصارعة في اليمن، فيما يحدو الأمل قرابة ٣٠ مليون يمني، بانفراجة تعقب هذه الهدنة وتضع حدا لواقع الحرب الذي عاشوا معاناته ومآسيه خلال ثمان سنوات، وذلك بالتوصل إلى حل شامل يضع حدا نهائيا لهذه الحرب التي طال أمدها وأثبتت الأيام أنها كانت حربا عبثية منذ انطلاقها،

حيث اعلنتها السعودية من واشنطن، على نحو مفاجئ، فيما كانت الأطراف اليمنية تجلس إلى طاولة الحوار، مقتربة من حل للأزمة السياسية حينها، وهو ما أكده المبعوث الأممي جمال بن عمر، الذي كان يرعى تلك المباحثات.

ومع اقتناع الأطراف التي أعلنت هذه الحرب بضرورة انتهائها، بعيدا عن الأهداف التي فشلت في تحقيق أي منها، فإن مقاييس الربح والخسارة لم تعد تنطبق على الواقع بالنسبة لتلك الأطراف، خاصة وأن أي حسبة مهما كانت ستقود إلى نتيجة واحدة، هي أن جميع تلك الأهداف التي أعلنها التحالف في بداية عملياته العسكرية، لم تكن سوى وهم جرى تسويقه للأطراف الموالية له، فيما الاهداف الحقيقية لم يكن ليعلنها، كونها تستهدف اليمن ككل، وتتنافى مع أي مصلحة وطنية.

وعلى اعتبار أن أي حرب لا بد أن تنتهي بخاسر ورابح، فإن انتهاء هذه الحرب التي ألحقت باليمن دمارا هائلا على كافة المستويات، هو مكسب لكل اليمنيين، خاصة إذا ما تبعته عملية سياسية تنفضي إلى اتفاق ينهي كافة أشكال التدخل الخارجي، مع ضمانات باحتفاظ اليمن بحقها الكامل في السيادة والحرية والاستقلال، ونبذ كل أشكال الوصاية والتبعية، فذلك هو المكسب الحقيقي الذي يتناسب مع حجم تضحيات اليمنيين طيلة سنوات هذه الحرب، باعتبار تلك هي القيم التي تناظل من أجلها الشعوب وتنبني على أساسها الدول عبر التاريخ.

وبمراجعة مواقف الاطراف اليمنية خلال هذه الحرب، فقد كان موقف صنعاء هو الموقف الذي تبنى مطالب الحرية والاستقلال ووضع حد لعقود من التبعية والارتهان لقوى الخارج، سواء الإقليمية أو العالمية، ولا يزال ذلك أهم الاشتراطات التي تؤكد عليها صنعاء، للقبول بأي خارطة للحل، حيث تضع خروج كل القوات الخارجية من كامل التراب اليمني، في مقدمة تلك الاشتراطات.