التحالف يفتت مارب من الداخل بإشعال الصراع بين قبائلها

YNP /  إبراهيم القانص -

تتعرض محافظة مارب النفطية لمؤامرة كبيرة تحيكها قوى إقليمية متواجدة بقوة داخل المحافظة، وتتحكم بإدارة شئونها من خلال أدواتها المحلية التي تنفذ مخططاً تدميرياً غير عابئة بمستقبل المحافظة أو حياة أبنائها ونسيجها المجتمعي الذي يبدو أن تمزيقه أحد أبرز أهداف المؤامرة،

حيث يتم تقسيم القبائل إلى موالية للسعودية وأخرى تابعة للإمارات، وحسب سياسة الدولتين الخليجيتين اللتين تقودان التحالف وحربه على اليمن فإن كل دولة تدعم بسخاءٍ أتباعها بالمال والسلاح، بعد ما أشعلتا فتيل الصراع ودفعتا بالإخوة الأشقاء إلى الاقتتال وسفك الدماء، لتصبح المحافظة ساحة مفتوحة لمصالح القوى الأجنبية، خصوصاً أن أحداً من أتباع الشرعية لا يوجد في قاموسه مفردة السيادة، بل يسعى الجميع لإرضاء مموليهم والحفاظ على مصالحهم ومناصبهم.

 

وبالإضافة إلى عمليات الاغتيال المتواصلة التي تستهدف قيادات عسكرية تابعة للإصلاح وأخرى موالية للإمارات، وجميعهم تحت غطاء الشرعية، فقد بدأت الرياض وأبوظبي أسلوباً جديداً لتدمير محافظة مارب وتمزيق نسيجها المجتمعي الذي كان أكثر تماسكاً عن غيره من المجتمعات القبلية اليمنية، فخلال الأيام الماضية اشتعلت المواجهات الدموية بين القبائل المتناحرة حتى اقتربت من المجمع الحكومي في مدينة مارب، فالفصائل الموالية للإمارات تهدد بإسقاط المدينة متهمةً فصائل الإصلاح بمساندة قبائل آل فجيح المدعومة سعودياً، ضد قبائل آل منيف وآل معيلي المدعومة إماراتياً، وجميعها تتلقى دعماً من الدولتين الخليجيتين.

 

مصادر محلية ذكرت أن الإمارات تدعم قبائل آل منيف وآل معيلي، في وقت تدعم السعودية قبائل آل فجيح، وهي المرة الأولى التي تتواجه فيه هذه القبائل التي كانت تعيش بسلام حسب الأعراف والتقاليد القبلية اليمنية، وفيما استقدم القيادي الموالي للإمارات ذياب بن معيلي أفراداً من قوات الصاعقة والمظلات للقتال إلى جانب قبائل آل منيف في وادي عبيدة، أوكل المحافظ المحسوب على الإصلاح سلطان العرادة إلى شقيقه مهمة قيادة ألوية تابعة للإصلاح لتقاتل إلى جانب قبائل آل فجيح المدعومة سعودياً، واتسعت رقعة المواجهات وضراوتها ليسقط العشرات من الطرفين بين قتلى وجرحى، وكان بن معيلي رفض وساطة قبلية من حصون آل جلال ومشائخ من شبوة، بل واستهدف مسلحوه الوساطة بنيران بنادقهم وقذائف مدرعاتهم.

 

وعلى غرار الصراع الذي أشعله التحالف على أسس مناطقية وعنصرية بين فصائله في المحافظات الجنوبية، يتخذ المسار نفسه في مارب ويستخدم الجميع كأدوات تتلقى التوجيهات وتنفذها سواء كانت برغبتها أو رغماً عنها، وفي المقابل يؤكد مراقبون أن جميع الفصائل الموالية للتحالف- عسكرية وقبلية- تقاتل في صفوفه بدون هدف، وأنها جميعاً تدرك أنه لا قيمة ولا قدر لها لديه.

 

وكان السياسي الجنوبي، عادل الحسني، أشار في تغريدة على تويتر، إلى أن الفصائل الموالية للتحالف "ليست أكثر من سياج عسكري يضعها بوجه الحوثي في نقاط التماس، مثل مارب وتعز والساحل الغربي"، موضحاً أنها تنفذ مهام محددة سواء برغبتها أو بدون ذلك، ضمن مهمة يشرف عليها التحالف، داعياً الجميع إلى التفكير ملياً بوضعهم الراهن واللحاق بالفرص، التي وصفها بأنها موجودة على جنبات الطريق.