الولايات المتحدة تتهكم علناً على السعودية وتضعها في دائرة الحرج

 YNP /  إبراهيم القانص -

أثارت الأنباء المتداولة بشأن اقتراب عقد إيران والسعودية تحالفاً عسكرياً، حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية، والتحالف المرتقب هو امتداد للاتفاق الذي رعته الصين بين البلدين، ومن أهدافه تضييق وتقليص النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية،

ومن خلال موقف الولايات المتحدة من التقارب بين الرياض وطهران يتضح حجم التعويل الأمريكي على السعودية في حماية مصالح واشنطن وتمدد نفوذها، كما تشير تصريحات المسئولين الأمريكيين بشأن هذا التقارب مدى تهكمهم على المملكة، حيث يظهر ذلك في خطابهم الذي يصل حد توجيه الأوامر بما ينبغي أن تفعله السعودية وما لا ينبغي فعله، كما لو كانت إحدى ولاياتهم، وهذا الأمر يتطلب شجاعة في اتخاذ الجانب السعودي القرارات التي يراها مناسبة لمصالحه وكرامته واستقلاله.

 

المتحدث باسم الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية والذي أصبح مقراً لقيادتها المركزية، والمتواجد في مياه الخليج وتحديداً قبالة البحرين، عبّر عن صدمة بلاده من التحالف المرتقب بين الرياض وطهران، حيث وصف تيم هوكينز التحالف المزمع بأنه يتجاوز المنطق ويتحدى العقل، موضحاً في حديث صحافي إلى أن إيران تهدف من خلاله إلى حماية المياه التي تهددها، في إشارة إلى المياه الإقليمية لدول الخليج، والتي تتواجد فيها القواعد العسكرية الأمريكية تحت ذريعة حمايتها من التهديد الإيراني.

 

وتأتي تصريحات المسئولين الأمريكيين المصدومة والمستفَزة، عقب إعلان قائد البحرية الإيرانية ترتيب بلاده لتشكيل تحالف بحري لحماية مياه الخليج بمشاركة السعودية ودول خليجية أخرى إلى جانب الهند وباكستان، والذي تزامن مع إعلان الإمارات الانسحاب من القوات المشتركة التي تقودها أمريكا في الخليج، حيث نقلت صحيفة العرب الممولة إماراتياً، أن أبوظبي قررت إنهاء العمل مع القوات الأمريكية في الخليج، مشيرة إلى أنها لم تعد بحاجة لشركة تأمين، في إشارة ضمنية إلى الكلفة الباهظة التي تتحملها مقابل الحماية الأمريكية التي وصفتها بالفاشلة.

 

على الصعيد نفسه، وجّه وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، وبشكل متهكم وفج، السعودية بضرورة الإسراع في تطبيع علاقتها مع الكيان الإسرائيلي، مؤكداً خلال كلمة ألقاها أمام منظمة "أيباك"، الإثنين، أن تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب يعتبر في إطار المصالح الأمنية للولايات المتحدة، وأن لدى بلاده مصلحة فعلية على صعيد الأمن القومي في إنجاز التطبيع بين الكيان الإسرائيلي والسعودية، وبلهجة تهديد وتهكم واضحة قال بلينكن: "نستطيع ذلك، وعلينا أن نؤدي دوراً كاملاً للمضي قدماً في هذه المسألة".

 

وأبدى وزير الخارجية الأمريكية إصرار بلاده على دمج إسرائيل في المنطقة، وأنها ستواصل العمل على ذلك باعتباره وسيلة لتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، موضحاً أنه سيعمل على هذا الملف خلال زيارته المحتملة للسعودية، حيث سيتوجه الثلاثاء إلى مدينة جدة على البحر الأحمر وإلى الرياض الأربعاء والخميس، للمشاركة في اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

 

ويرى مراقبون أن موقف الولايات المتحدة الرافض للتقارب الإيراني السعودي، وتوجيهها المملكة بإنجاز التطبيع مع الكيان الإسرائيلي لا يزال يحمل مؤشرات الإصرار على تحويل أنظار العرب عن الكيان المحتل كعدو أول للأمة إلى عدو افتراضي لا تتقاطع توجهاته سوى مع الولايات المتحدة ومشروعها التوسعي في الشرق الأوسط، وتمكين الكيان الإسرائيلي من تمديد نفوذه في المنطقة وإنفاذ خططه التدميرية التي تسعى لإضعاف الأقطار العربية وإبقائها تحت للوصاية الخارجية، وطالما اعتمدت واشنطن على الرياض في نشر هذا المفهوم وتشكيل الوعي الجمعي للعرب بمحتوياته ومضامينه، وطالما قامت السعودية بهذا الدور منذ عقود من الزمن، وأن تنجز المملكة تحالفها مع إيران فسيكون ذلك أول مؤشرات تخلصها من وطأة الوصاية الأمريكية، حسب المراقبين.