الولايات المتحدة تعود لفزّاعة إيران.. والسعودية تقع مجدداً في الفخ

YNP / إبراهيم القانص -
استغلت الولايات المتحدة الأمريكية عودة الخلافات بين إيران والسعودية بشأن حقل الدرة النفطي المتنازع عليه بين الدولتين بالإضافة إلى دولة الكويت، لتفعيل ذريعة الوجود الإيراني في اليمن،

وهي الذريعة التي تسوّقها الولايات المتحدة وتبرر بها التدخل العسكري ونشر قواتها في المحافظات الجنوبية والشرقية، خصوصاً في الجزر والممرات المائية الاستراتيجية والمنافذ ذات المواقع المهمة، وهو ما ألزمت به واشنطن دول التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، حيث ظلت تلك الدول وعبر شبكاتها الإعلامية والإخبارية ترسخ في ذهنية أتباعها وأدواتها المحلية وتشكيلاتها العسكرية أن التحالف جاء لمحاربة المد الفارسي وقطع الذراع الإيرانية في اليمن، وبعد الدفع بعشرات الآلاف إلى محارق وموت عبثي مجاني، تكشف تباعاً أن ذلك لم يكن سوى تضليل حيث لا وجود لذلك العدو الافتراضي وإنما توجد أطماع توسعية في ثروات البلاد ومواقعها الأكثر أهمية، خصوصاً التي تتحكم في طرق الملاحة البحرية العالمية.

كانت الولايات المتحدة في حالة قلق وتوتر من تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية، خوفاً من تضرر وتقليص مصالحها في المنطقة العربية، خصوصاً في اليمن، لكن الخلاف الذي طرأ بين طهران والرياض بشأن حقل الدرة النفطي أعاد الفرصة لواشنطن لتستأنف تأمين مصالحها وتوسيعها باختلاق المبررات التي تمكنها من جلب المزيد من قواعدها العسكرية وتمديد مساحة تدخلاتها العسكرية، وإعادة نصب فزاعة إيران استأنف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، نشاطه في هذا الشأن بتقرير جديد، زعم فيه كما هي عادته دائماً أن قواته البحرية اعترضت أربع سفن إيرانية محملة بالأسلحة كانت في طريقها إلى اليمن، وتفتح واشنطن بذلك أبواباً جديدة لتوسيع تواجدها العسكري في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية التي تقع في نطاق سيطرة التحالف وحكومة الشرعية الموالية له، ومن خلاله سترفع الولايات المتحدة وتيرة نشاطها القائم على إحياء النزاعات والصراعات وتغذيتها في المنطقة العربية بشكل عام.

ويرى مراقبون أن السعودية كما يبدو قد انصاعت للرغبات الأمريكية، من خلال ما يظهر في تعاملها مع الملف الإنساني الذي كانت قد اتفقت بشأنه مع سلطات صنعاء، حيث تراجعت الرياض عن تنفيذ ما التزمت به، بل وكثفت تحركاتها جنوباً وشرقاً من خلال رفع وتيرة الصراع بين أدواتها المحلية هناك، من خلال إنشاء كيانات جديدة في إطار مشروع كبير لتمزيق وتفتيت البلاد وتحويلها إلى بؤرة موبوءة بالفوضى الأمنية والاقتتال والانهيار الاقتصادي والخدماتي، الأمر الذي بلغ فعلاً خلال الأيام القليلة الماضية ذروة غير مسبوقة.

على الصعيد نفسه، بدأت السعودية نشر دفاعاتها الجوية على الحدود مع اليمن، حيث ذكرت مصادر إعلامية أن قوات المملكة نقلت منظومات دفاع جوي من ضمنها باتريوت الأمريكية وأخرى صينية إلى محافظات حدودية مع اليمن، خصوصاً جيزان ونجران وعسير، وتحديداً في مناطق صحراوية على الحدود مع محافظتي حضرموت والمهرة، وهي المرة الأولى التي تنشر الرياض منظوماتها الدفاعية في تلك المناطق، في مؤشر على خوف السعودية من تفجير الوضع عسكرياً بشكل مفاجئ، وفق احتمالات تصعيد عسكري وشيك من صنعاء، التي توعد قادتها بإجبار الرياض على تنفيذ شروطها وإعادة حقوق اليمنيين المسلوبة، وعلى رأسها مرتبات موظفي الدولة.