ما الذي جاء بالوفد العماني إلى صنعاء و بِماذا غادر ؟

YNP / إبراهيم القانص -
غادر وفد الوساطة العمانية العاصمة اليمنية صنعاء بعد أربعة أيام من زيارة أجرى خلالها سلسلة مشاورات مع سلطات صنعاء، ضمن مساعي الوساطة العمانية لإحياء العملية التفاوضية، وتحديداً ما يتعلق بالملف الاقتصادي والإنساني، الذي تحدثت مواقع إخبارية أنه سيكون الأولوية الأولى.

موقع اقتصادي متخصص، ذكر أنه حصل على معلومات تفيد بأن الوفد العماني حمل معه رؤى تتعلق بصرف مرتبات موظفي الدولة وفتح مطار صنعاء، ورفع القيود بشكل كامل عن موانئ الحديدة، وقال موقع "يمن إيكو" المتخصص بالشأن الاقتصادي اليمني، إن الوفد العماني طلب زيارة صنعاء عقب تهديدات الحوثيين- في خطاب متلفز لقائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، السبت الماضي- باستهداف المصالح الحيوية للسعودية، وتحديداً مدينة نيوم، إذا لم يتم إنجاز ما تم الاتفاق عليه بشأن الملف الاقتصادي والإنساني.

وأوضح موقع "يمن إيكو" أن الوفد العماني جاء إلى صنعاء للاستماع إلى مطالب سلطاتها، بعد استشعار النظام السعودي جدية تهديدات الحوثيين، بمعاودة قصف الأراضي السعودية، وفسر مراقبون ما قاله الموقع فيما يخص الوفد العماني وأنه جاء ينقل رسالة من صنعاء لقيادة التحالف وليس العكس، بأن الرسالة تتعلق باستمرار التأثير الأمريكي البريطاني على ما يتعلق بصرف المرتبات ورفع القيود على مطار صنعاء وموانئ الحديدة.

وكان مسئول في صنعاء تحدث، في منشور على موقع إكس، عن تردد سعودي يهدد بإفشال جهود الوساطة في إحياء عملية التفاوض، حيث قال الباحث العسكري والسياسي، العميد عبدالله بن عامر- الذي يشغل منصب نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع- إن هناك طرفاً يريد إفشال جهود الوساطة العمانية، مؤكداً أن ذلك الطرف ليس صنعاء، التي وصف موقفها بالواضح والثابت، موضحاً أن ذلك الطرف هو الجانب السعودي، حيث وصف موقفه بأنه متلكئ ومتردد ومرتبك، ويريد إفشال جهود السلام.

وأضاف بن عامر، أن تلكؤ الرياض وترددها يؤكد أنها مازالت لا تملك قرارها بشأن اليمن؛ بدليل "أنها كلما توافق على شيء تعودُ مرةً أُخرى لربط موافقتها النهائية بالموافَقة الأمريكية أَو البريطانية".

ورغم الإحاطة التي قدمها وفد صنعاء المفاوض إلى المجلس السياسي الأعلى- بأنه تم الاتفاق على خطوات أساسية لأي مفاوضات مقبلة، تضمن كافة حقوق الشعب اليمني، وتنفيذ مطالبه كأولوية إنسانية ومحقة والمتمثلة في صرف مرتبات كافة موظفي الدولة وفتح مطار صنعاء الدولي وإزالة كافة القيود المفروضة على موانئ الحديدة، ورفع الحصار وإنهاء الحرب- إلا أن الوضع لا يزال غائماً ولم تتضح الرؤية بعد، وفي حال ظل الموقف السعودي مربوطاً بالرغبة الأمريكية فربما تضطر صنعاء لاستئناف التصعيد العسكري وتنفيذ تهديداتها، كخيار لا بديل عنه إلا فقدانها الثقة أمام شعبها المتطلع إلى إنجاز ما تعده به من الحصول على حقوقه.