تبعات انتكاسة المفاوضات و صواريخ صنعاء الجديدة

YNP / إبراهيم القانص -

ذكرت مصادر إعلامية أن قوات صنعاء تحفظت على الإفصاح عن مديات بعض الصواريخ التي استعرضتها، الخميس الماضي، ضمن عرض عسكري غير مسبوق،  بمناسبة العيد التاسع لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر،

ظهر خلاله كَمٌّ كبير من السلاح الاستراتيجي بما فيه سلاح الجو المسيّر والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وحسب تصريحات المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، فإن لتلك الصواريخ نسخاً متطورة وصلت إلى مناطق بعيدة في الساحل الشرقي السعودي ودمرت منشآت نفطية، فيما أرجع مراقبون ذلك التحفظ إلى حرص سلطات صنعاء على عدم إفزاع الرياض وإثارة مخاوفها، خصوصاً بعد التقدم الذي حصل في التفاوضات الأخيرة مع وفد صنعاء في العاصمة السعودية الرياض، والتي وصفت بالإيجابية.

 

وفي سياق الحديث عن الأسلحة التي كشفت عنها صنعاء في استعراضها العسكري، نشر خبراء عسكريون أمريكيون وروس على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي صور تلك الأسلحة وتحدثوا عن قدراتها وفاعليتها، منهم زميل أبحاث الدفاع والتحليل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الخبير الأمريكي فابيان هينز، الذي نشر صور الصواريخ على حسابه في منصة إكس، كما تحدث الخبير العسكري جوشوا كونتز، في المنصة نفسها عن الأسلحة الجديدة التي استعرضتها قوات صنعاء.

 

الخبراء العسكريون اتفقوا على فاعلية وقدرة صواريخ صنعاء، وتحديداً صاروخيّ "طوفان" و"قدس4"، اللذين قالوا إن لديهما القدرة على إصابة أي هدف في دول التحالف أو إسرائيل بدقة من أي نقطة في اليمن، حيث يبلغ مداهما 2000 كيلو متر، كما أثار صاروخ "طوفان" اهتمام كبير الباحثين في المركز الروسي لتحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات، يوري ليامين، حيث أكد أن الصاروخ سيكون الأطول مدى لدى قوات صنعاء.

 

ويرى مراقبون أن الاستعراض العسكري لقوات صنعاء يحمل رسائل واضحة لدول التحالف، خصوصاً السعودية والإمارات، وربما يكون الرسالة الأخيرة إذا ما أثبت الجانب السعودي قبوله لشروط صنعاء بتنفيذها على الواقع، ويؤيد هذا الرأي الدعوة التي وجهها رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، لدول التحالف، في كلمة متلفزة ألقاها، أمس الإثنين، بمناسبة العيد الحادي والستين لثورة 26 سبتمبر، حيث دعا إلى سرعة إنهاء الحصار، والانخراط بسرعة في إجراءات بناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي، حيث قال: "على خصومنا التخلي عن الاستراتيجيات والممارسات العدائية والانتقال إلى أجواء السلام والحوار بما يفضي إلى الحلول العادلة"، مؤكداً ضرورة أن تكفل الحلول العادلة احترام حقوق اليمنيين كاملة غير منقوصة وصولاً إلى الخلاص من كل عوامل الكراهية بين أبناء البلد الواحد والأمة الواحدة.

 

وقال المشاط: "أبرأ إلى الله من أي انتكاسة في الحوارات ومن كل ما قد يترتب على التسويف والمماطلة في الاستجابة لهذه الدعوة الصادقة"، في إشارة إلى أن صنعاء ستضطر لخيار استئناف الحرب، خصوصاً بعد ما أظهرته من القوة والجاهزية.