فيديو المكلا .. نموذج لما يتعرض له المواطنون في مناطق سيطرة التحالف

YNP / خاص -

لم تكن المرة الأولى التي تنتهك فيها حرمة البيوت في المحافظات اليمنية الجنوبية، التي تتواجد فيها قوات التحالف، غير أن المشهد الذي نقلته مقاطع الفيديو لاقتحام قوات تابعة لدولة الإمارات لمنزل مواطن في المكلا عاصمة محافظة حضرموت،

وترويع النساء والأطفال واختطاف رجال المنزل، نقلت صورة أكثر وضوحا لما يتعرض له المواطنون في هذه المحافظات من انتهاكات وقهر واعتداءات على أيدي قوات التحالف أو الفصائل العسكرية التابعة لدول التحالف، والتي استخدمت منذ إنشائها آلة قمع وقهر واختطاف وإخفاء قسري وتعذيب وتكميم للأفواه ومصادرة للحريات.

الواقعة التي تم توثيقها بالفيديو، أعادت إلى الأذهان الانتهاكات التي ارتكبتها الإمارات عبر شبكات السجون السرية التي ظلت تديرها على مدى سنوات، وما شهدته هذه السجون من عمليات تعذيب مروعة للمئات من المختطفين، والتي كشفتها تقارير دولية في العام ٢٠١٨، وعلى رأس هذه السجون التي كان معظمها داخل ثكنات عسكرية، سجن بئر أحمد سيء الصيت في عدن.

وبالعودة إلى واقعة الاقتحام لمنزل المواطن مجاهد الحيقي في المكلا، الثلاثاء الماضي، والتي جاءت ضمن حملة مداهمات لعدد من المنازل في المدينة، فقد قامت قوات محلية موالية للإمارات باعتقال أكثر من ٣٠ مواطنا، في ساعات متأخرة من الليل، وترويع النساء والأطفال، في صورة تعكس حقيقة ما تمارسه هذه القوات في حق المواطنين، وانتهاك حرمات المنازل دون أي مسوغ قانوني.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر لحظة اقتحام قوات تابعة للإمارات، منزل مجاهد الحيقي والدخول إلى غرفة نومه، حيث كان يتواجد مع أطفاله وزوجته، والقبض عليه بالقوة دون حتى السماح له بارتداء ملابسه وستر نفسه، ودون حتى احترام لحرمة الأطفال والنساء في مسكنهم الخاص.

وتقول المعلومات إن قوات النخبة الحضرمية الموالية للإمارات داهمت منازل المواطنين بعد منتصف الليل بأوامر إماراتية، وقامت بتفتيش الغرف وسط ذعر وصراخ النساء والأطفال، فيما اقتادت المواطنين بالعنف إلى معسكر الضبة التابع للقوات الإماراتية.

وذكر عدد من المواطنين الذين أفرج عنهم بعد اعتقالهم أنهم تعرضوا للتحقيق من قبل ضابط إماراتي، لافتين إلى أن بعض المعتقلين تعرضوا للاعتداء والضرب من قبل الضباط الإماراتيين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام.

وأكدت وسائل الإعلام أن الحملة الأمنية- التي شاركت فيها قوات أمنية وقوات تابعة للمنطقة العسكرية الثانية إضافة إلى لواء بارشيد التابع للإمارات- اعتقلت أكثر من 35 شخصا منهم 15 تم إطلاق سراحهم بعد التحقيق معهم وتعرض بعضهم للاعتداء.

وأثارت الواقعة حالة من السخط من قبل اليمنيين، انعكست في ما نشره الكثيرون في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استنكروا من خلالها مداهمة المنازل دون مراعاة لحرمتها، ودونما أي اعتبار لترويع النساء والأطفال، فيما اعتبر البعض اقتحام منازل المواطنين أمرا غير مستغرب ممن اعتبروها قوات احتلال وقوات موالية للمحتل، وقارن آخرون بينها وبين ما ترتكبه القوات الإسرائيلية في حق المواطنين الفلسطينيين، معتبرين أن المحتل لا يستغرب منه أي تصرف مهما بدا همجيا وغير إنساني ولا مراع لأي قيم أو أخلاق أو حرمات.