موقف صنعاء من حرب غزة .. هل يتطابق مع موقفها المعلن من القضية الفلسطينية ؟

YNP / خاص -

تتواصل في المناطق اليمنية الواقعة في نطاق سلطة صنعاء المسيرات الجماهيرية لدعم غزة، والتنديد جرائم القتل والتدمير والحصار التي ترتكبها إسرائيل بحق أبنا غزة من أكثر من أسبوعين، وما تضمنته من مجازر وحشية راح ضحيتها ٤٦٥١ شهيدا وأكثر من ١٤ ألف جريح.

 

وكانت صنعاء سباقة في التعبير عن الموقف المساند لفصائل المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وأبناء غزة، منذ اليوم الأول لانطلاق عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها فصائل المقاومة في يوم السبت ٧ أكتوبر الجاري، واستهدفت خلالها  القواعد والمواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، وانعكس موقف صنعاء من خلال الخروج الكبير في مسيرة جماهيرية حاشدة، لمباركة العملية وإدانة الاحتلال الاسرائيلي، والتعبير عن الدعم لفصائل المقاومة الفلسطينة.

 

وأثار موقف صنعاء السباق تجاه غزة، الكثير من الجدل، خاصة وأن قيادات من السلطة ومسئولي حكوميين في مقدمة المتظاهرين، في اليوم الأول لاندلاع الحرب مع إسرائيل، وهو ما يشير إلى التطابق بين الموقف الرسمي والشعبي من هذه الحرب، والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية، على عكس المواقف العربية المتخاذلة، والتي ينعكس فيها التباين الكبير بين مواقف الشعوب ومواقف الأنظمة، حيث لم تكتف بعض الدول بالصمت عن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم قتل وإبادة جماعية في حق أبناء غزة، بل ذهبت إلى منع أي تظاهرات شعبية داعمة للشعب الفلسطيني ومنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، في حين تجاوزت أنظمة أخرى ذلك إلى إبداء الدعم لإسرائيل.

 

وبعد يومين من عملية طوفان الأقصى، أعلن قائد جماعة أنصار الله "الحوثيين" في خطاب له الدعم لغزة وإدانة الكيان الصهوني، مبديا الاستعداد للمشاركة في الحرب ضد الاحتلال الاسرائيلي، إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، في حال دخلت أمريكا في هذه الحرب إلى جانب الجؤش الاسرائيلي، وإذا تجاوزت إسرائيل من وصفه ب "الخطوط الحمراء،

 

وتوالت المسيرات الجماهيرية الداعمة لفصائل المقاومة الفلسطينية، وأبناء غزة عموما، فيما ذهب البنك المركزي بصنعاء إلى الإعلان عن تدشين ما أسماه "حملة دعم الأقصى" وفتح حساب موحد لدعم المقاومة الفلسطينية وأبناء غزة.

 

ومع تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق قرابة ٢.٥ مليار مواطن في غزة، واستهداف الغارات الإسرائيلية لأرواح الآلاف من المدنيين الأبرياء، غالبيتهم من النساء والأطفال، أعلن البنتاجون الأمريكي الخميس الماضي، أن سفينة حربية أمريكية اعترضت عددا من الصواريخ والطائرات المسيرة، أطلقت من مناطق حكومة صنعاء، مرجحا أنها كانت ستضرب أهدافا داخل إسرئيل، وكان هذا هو التطور الأبرز لموقف صنعاء تجاه ما يجري في غزة.

ونقل تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤول أمريكي، أن "السفينة الحربية الأمريكية التي قامت بعملية الاعتراض واجهت وابلًا أكبر وأكثر استدامة مما كان معروفًا في السابق، وأضافت في اليوم التالي أنها أسقطت 4 صواريخ كروز و15 طائرة بدون طيار على مدار 9 ساعات"، وأن "مسار الصواريخ والطائرات لم يترك مجالا للشك في أن القذائف كانت متجهة إلى إسرائيل".

وفي السياق، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في صنعاء عبدالعزيز بن حبتور  أن صنعاء ساهمت وستساهم بكل الإمكانيات للرد على المجازر في غزة، مؤكدا أنه "إذا استمر الاعتداء على غزة فستتعرض السفن الإسرائيلية للضرب في البحر الأحمر".

وقال بن حبتور في كلمة له أمس الأحد، إن "الأمريكيين اعترضوا صواريخ ومسيّرات كانت متجهة نحو الأراضي المحتلة وأسقطوا جزءا منها والجزء الآخر استطاع الوصول إلى أهدافه".

ومن خلال استعراض موقف صنعاء، وما اتخذته من خطوات داعمة للمقاومة الفلسطينية وأبناء غزة منذ اندلاع الحرب، عقب عملية طوفان الأقصى، يؤكد مراقبون ومحللون أن صنعاء أبدت التزاما بموقفها من القضية الفلسطينية، التي تعتبرها قضية مركزية ومحورية لجميع العرب والمسلمين المناهضين للاحتلال الاسرائيلي والرافضين للتطبيع، والمؤيدين لحق الشعب الفلسطيني في تحرير أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .