العاطفي وسريع يكشفان ملامح مرحلة جديدة ألمح إليها قائد أنصار الله 

YNP / إبراهيم القانص -

يتعاظم إصرار أنصار الله في اليمن على الاستمرار في حظر الملاحة في البحر الأحمر على إسرائيل، تضامناً ونُصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية على يد الجيش الإسرائيلي المسنود سياسياً وعسكرياً ومالياً من الأنظمة الغربية، وفي مُقَدّمِها الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي للجرائم الإسرائيلية،

وفي الوقت نفسه تتعاظم القدرات العسكرية لدى أنصار الله ومهاراتهم القتالية ودقة حساباتهم وتصويبهم وتقديراتهم، خصوصاً في العمليات البحرية التي أصبحت محط إعجاب العالم كونها غيرت الكثير من المعادلات، وأحرجت قوى عالمية كانت تعتقد أنها أصبحت القوة المطلقة وأن أحداً لا يجرؤ حتى على التفكير في مواجهتها، لكنهم كسروا هذا الحاجز وأثبتوا عكس ما كانت تظنه تلك القوى العالقة الآن في البحر، والعاجزة عن وقف عمليات قوات صنعاء، حسب اعترافات مسؤولين عسكريين أمريكيين وبريطانيين.

 

المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أعلن مساء أمس الثلاثاء، في بيان متلفز تناقلته وسائل إعلام متعددة، استهداف القوات البحرية التابعة لحكومة صنعاء، مدمرتين حربيتين أمريكيتين في البحر الأحمر، ووصف العملية بـ"النوعية"، مشيراً إلى أنها تمت بمشاركة القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسيّر، بعدد من الصواريخ البحرية والطائرات بدون طيار.

 

ومجدداً أكد سريع أن القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء لن تتردد في توسيع عملياتها ضد ما وصفها بالأهداف المعادية، وقال إن ذلك يأتي "استجابةً لنداءاتِ الأحرارِ من أبناءِ شعبِنا العظيمِ وأمتِنا الإسلاميةِ في تقديمِ الدعمِ والإسنادِ للشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ حتى هذه اللحظةِ للعدوانِ والحصار”.

 

كما أكد أن عمليات استهداف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، وكذلك السفن الأمريكية والبريطانية، لن تتوقف، حتى تتوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ويرفع الحصار عن أبناء القطاع.

 

القيادة الوسطى الأمريكية، قالت إنها دمرت صاروخاً باليستياً وثلاث طائرات مسيّرة، أطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وكانت موجهة إلى المدمرة الأمريكية "كارني" في البحر الأحمر، وهي محاولة درجت عليها القوات الأمريكية للتقليل من شأن العمليات اليمنية التي تستهدف قطعها الحربية في البحر الأحمر، ولا يلبث مسؤولون عسكريون أن يعترفوا بحجم الأضرار التي تسببت فيها تلك الهجمات، ويظهر ذلك في تصريح القيادة الوسطى التي قالت إنها دمرت صاروخاً واحداً وثلاث مسيّرات، وهو ما يعني أنها لم تتمكن من إسقاط البقية.

 

إعلان المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، عن العملية العسكرية التي استهدفت مدمرتين حربيتين أمريكيتين، جاء بعد ساعات على إعلان وزير الدفاع بحكومة صنعاء، محمد ناصر العاطفي، أن هناك تطورات عسكرية كبيرة وواسعة ستشهدها المرحلة المقبلة.

 

وقال العاطفي، خلال اجتماع مع قيادات في المنطقة العسكرية الخامسة بالحديدة، إن "المرحلة المقبلة مفتوحة على تطورات كبيرة وواسعة"، مؤكداً أن "لدى القوات المسلحة اليمنية أوراقاً كثيرةً لم تلجأ إليها"، مشيراً إلى أن "القوات البحرية تراقب عن كثب وترصد كل التحركات في البحرين الأحمر والعربي وبناءً عليه ستكون ردودنا المناسبة لمن يثبت تورطه بمفاجآت تجعله يندم كثيراً".

 

كما أكد أن قواته سوف تتصدى لأي سفينة إسرائيلية أو أمريكية أو بريطانية تحاول خرق الحظر الذي فرضته قواته على حركة تلك السفن في البحرين الأحمر والعربي، حتى يتخلوا عن وحشيتهم، وفق تعبيره.

 

العاطفي أوضح أن على الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل وحلفائهم أن يستوعبوا جيداً خطاب قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، وأن يتعاملوا مع ما جاء فيه بجدية، مضيفاً: "لأن قوله أفعال موجبة التنفيذ بدون إبطاء أو تأخير"، في إشارة إلى خطاب قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، الخميس الماضي، والذي ذكر فيه أن لديهم "مفاجآت عسكرية قادمة ستفوق توقعات العدو والصديق".

 

وحتى الآن ليس لدى القوات الأمريكية معلومات دقيقة عن الترسانة العسكرية اليمنية، وتواجه صعوبة كبيرة في الحصول على المعلومات الاستخباراتية على الأرض، وفق ما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مسؤول في الاستخبارات الأمريكية، الأمر الذي يؤكد أن الولايات المتحدة أمام معضلة حقيقية في مواجهة قوات صنعاء التي تمكنت من تغيير الكثير من المعادلات وفرض واقع جديد، وتبدو راسخة في كل خطواتها على المستويات كافة.

وبالرجوع إلى التصريحات الأمريكية أثناء تشكيل التحالف العسكري البحري "حارس الازدهار" والضربات الجوية التي نفذتها واشنطن ولندن من أجل وقف هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية، والفشل الواضح في تحقيق ذلك، نجد أن الولايات المتحدة تواجه موقفاً صعباً للغاية، وفي الوقت نفسه تبدو قوات صنعاء أكثر ثقة وإصراراً، ولما تفعله آثار ملموسة لا يستطيع إنكارها أحد أو التقليل من شأنها.