الاعترافات الأمريكية الأكثر وضوحاً بشأن مستوى قوات صنعاء ومدى القدرة على مواجهتها

 

YNP /  إبراهيم القانص -

لم تعد قوات صنعاء رقماً هامشياً في حسابات الدول ذات الترسانات الحربية الكبيرة والمتطورة، فذلك الوضع كان فقط في البدايات الأولى من حرب التحالف الذي تقوده السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية على اليمن منذ 2015م، فقد حققت تلك القوات قفزات نوعية ومذهلة أدهشت كثيراً من الدول والجيوش، سواء في القدرات والمهارات القتالية أو في تطوير الأسلحة وتصنيعها محلياً،

إلى درجة أنها لم تكتفِ فقط بأن تكون رقماً مهماً بل تمكنت فعلياً من تغيير المعادلات على الأرض، كما لم تفعل قوات مثلها وفي وضعها من قبل، خصوصاً منذ بدأت عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي والبحر المتوسط، والتي لا تزال تمضي في مسار تصاعدي بلغ مرحلته الرابعة، فيما تفيد المعطيات بأنها لا تزال تخبئ مفاجآت ربما ستكشفها مراحل جديدة من التصعيد ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

 

الواقع الذي فرضته قوات صنعاء في عملياتها المساندة لغزة، هو أن البارجات الحربية وحاملات الطائرات التي كانت طيلة العقود الماضية فخر دول عظمى منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، عجزت عن مواجهة أسلحة صنعاء المناسبة والأقل تكلفة، لكن وفي الوقت نفسه العصية على الاستسلام والسقوط أمام الأسلحة المكلفة التي تمتلكها تلك الدول، فضلاً عن التكتيكات المدهشة التي طالما كانت خارج حسابات وتوقعات الجيوش التي وصف بعضها بأنه الأقوى على مستوى العالم، والتي كفّت عن التقليل من شأن هجمات قوات صنعاء ورضخت للاعتراف بعجزها عن التصدي لها، أو حتى الحد منها.

 

في السادس من يوليو الجاري أكدت مجلة "ذا نيشن" الأمريكية، في تقرير مطوّل، أن قوات صنعاء تمتلك قدرات عسكرية لا يمكن القضاء عليها بسهولة في الوقت الحالي، حتى باستخدام أحدث أسلحة البحرية الأمريكية، كما أبدت تخوفها من أن الحوثيين على وشك اختراق الدفاعات البحرية للولايات المتحدة بصواريخهم، الأمر الذي يضاعف احتمالات قدرتهم على إلحاق أضرار جسيمة بالمدمرات الأمريكية وحاملات الطائرات.

 

المجلة الأمريكية أوردت اعترافات أكثر وضوحاً مما سبق أن اعترف به ضباط أمريكيون وخبراء عسكريون، بشأن التطور اللافت للقدرات العسكرية والمهارات التي توصلت إليها قوات صنعاء، حيث قالت إن "طائرة "إم كيو9" الأمريكية عالية التقنية لم تعد مضمونة الهيمنة على المجال الجوي في الشرق الأوسط منذ أن أسقط الحوثيون عدداً منها".

 

وبالحديث عن طائرة "إم كيو9" تستند المجلة إلى حقيقة أن الولايات المتحدة كانت تراهن على هذا النوع من السلاح الجوي لتنفيذ مهام متعددة حربية واستطلاعية، فإسقاطها يتطلب مهارة عالية وسلاحاً ملائماً، وهي جزء أساسي من القوات الهجومية كونها تمتلك تكنولوجيا رصد واستشعار متطورة جداً، إذ تستطيع قراءة لوحة سيارة على بعد ميلين (أكثر من 3 كيلو مترات)، وبإمكانها التحليق لوقت طويل على ارتفاع أعلى من 15 كيلو متراً، وطالما استخدمتها القوات الجوية الأمريكية لجمع المعلومات، كما يمكن تسليحها لضرب أهداف متحركة عالية القيمة.

 

وخلصت المجلة الأمريكية إلى أن الضمان الوحيد لوقف عمليات الحوثيين وتوسيع الصراع معهم، هو "أن يخفف الرئيس الأمريكي جو بايدن من حدة التوتر، من خلال إنهاء الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي تعتبر إهانة كبيرة لمعايير القانون الإنساني الدولي، والتي لا تؤدي إلا إلى تعزيز يقظة الحوثيين وأمثالهم"، في إشارة إلى حركات المقاومة في لبنان والعراق واليمن، والتي تتصاعد عملياتها بشكل مستمر ضد إسرائيل.