ورغم أن إيران أعلنت الإطار القانوني الذي استندت إليه في هجومها، حيث أكدت أنه يأتي ردا على اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ونائب قائد الحرس الثوري الإسلامي في لبنان وسوريا العميد عباس نيلفوروشان، وقبلهما زعيم حركة حماس السابق إسماعيل هنية، في يوليو الماضي، وفي إطار الرد على جرائم إسرائيل في فلسطين وجنوب لبنان، وهو الرد الذي تكفله القوانين الدولية، وتأتي وفقا لقواعد الاشتباك، إلا أن الموقف الغربي تجاوز ذلك كله، وتعامل مع الرد الإيراني المشروع باعتباره عدوانا على إسرائيل التي تضرب بالقانون الدولي والإنساني عرض الحائط، وتمارس جرائمها الوحشية ضد المدنيين منذ قرابة عام.
وفيما ذهبت المواقف الغربية إلى أن الرد الإيراني على إسرائيل يقود إلى توسيع رقعة الصراع في المنطقة، ويهدد بإشعال حرب إقليمية، ويقوض فرص وقف إطلاق النار في فلسطين وجنوب لبنان، فإن هذه الدول ذاتها تلتزم الصمت تجاه التصعيد الإسرائيلي المستمر، ولا يصدر ما يشير إلى أن هذا التصعيد الإسرائيلي هو ما سيعمل على توسيع رقعة الصراع، ونقل المعركة إلى مستويات ونطاقات أوسع، بل على العكس من ذلك، فإن هذه الدول وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تتلقى معلومات مسبقة قبيل أي عملية تصعيدية تشنها إسرائيل، وتعطيها الضوء الأخضر لذلك، كما حدث في العملية التي اغتالت فيها إسرائيل أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، حيث صرحت أمريكا بأنها تلقت معلومات عن العملية قبل تنفيذها، وهو ما صرحت به أيضا إسرائيل.
ودفعت أمريكا وبريطانيا بقواتها دفاعا عن إسرائيل، وتحسبا لأي هجوم واسع يمكن أن يطالها، حيث أعلنت هذه القوات أنها شاركت في اعتراض عدد محدود من الصواريخ الإيرانية، وهو الأمر الذي يحمل دلالة كبيرة حول إسهام الدول الغربية في دعم جرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، خلال السنة الماضية، كما يعد ذلك دليلا يقدم جميع الدول الغربية الداعمة لإسرائيل كشريك فعلي في كل تلك الجرائم.
وفي حين أنها لا تزال تجري تقييما للخسائر التي نجمت عن الهجوم الإيراني الذي استهدفها بأكثر من 180 صاروخا، تمكن أغلبها من ضرب أهدافها بدقة عالية، أعلنت إسرائيل أنها سترد على الهجوم الإيراني، وفقا لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هذا الرد سيكون قاسيا، ولكنه لن يؤدي إلى حرب إقليمية، وهو ما صرح به المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي، حيث قال إن الخارجية الأمريكية بحثت مع إسرائيل هذا الرد، وأنه يجب أن يكون محدودا ولا يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية، الأمر الذي يعكس المستوى العالي من التنسيق بين إسرائيل وحلفائها الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.