وأشعل اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله سخطا كبيرا في الشارع العربي والإسلامي، في حين بدا موقف حركات المقاومة أكثر إصرارا على مواصلة عملياتها، وهو ما ترجمته العمليات المتواصلة التي ضربت العمق الإسرائيلي منذ استهداف إسرائيل لمقر قيادة حزب الله مساء الجمعة، حيث شن حزب الله وحركة أنصار الله هجمات واسعة على عدد من المناطق داخل إسرائيل وفي مقدمتها مدينة تل أبيب عاصمة كيان الاحتلال، وهو ما يؤكد أن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا غير مسبوق ضد إسرائيل، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الذي يهدف الاحتلال من خلاله إلى الحد من الهجمات الموجعة التي تلقاها من قبل محور المقاومة، خلال الفترة الماضية، في إطار الإسناد للمقاومة الفلسطينية التي تواجه عدوانا همجيا منذ قرابة عام.
وبإقدام إسرائيل على اغتيال نصر الله، فإنها تكون بذلك قد تمادت كثيرا في عدوانها وتجاوزت كل الخطوط الحمراء، ليكون على محور المقاومة الرد بالمثل، وهو ما يعني أنه من الآن وصاعدا لن يكون هناك أي التزام من قبل جميع الأطراف بقواعد الاشتباك، بعد أن بدأت إسرائيل باختراقها، ووضع ما يعرف بمحور المقاومة أمام خيار وحيد، وهو تصعيد العمليات ضد الكيان الإسرائيلي الذي توج مجازره التي يرتكبها منذ قرابة عام باغتيال نصر الله الذي يحظى بتقدير كبير لدى جميع دول وحركات محور المقاومة، ويمثل أيقونة حية في وجدان كل منتسبي حركات المقاومة.
وفي حين تظن إسرائيل أنها باغتيال قيادة حزب الله ستتمكن من إخماد جبهة جنوب لبنان التي ظلت وتيرة العمليات فيها منخفضة خلال أشهر طويلة، فإن المعطيات تشير إلى أن الأيام القادمة ستشهد اشتعالا غير مسبوق لهذه الجبهة، مع احتمالية اشتعال جبهات جديدة، لترتفع احتمالية انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، وفي أقل تقدير تحول هذه العمليات إلى حرب استنزاف لن تتمكن إسرائيل من الخروج منها بسهولة، ولا يُعلم لانتهائها أمد منظور.