بعد شهر من انطلاقها.. هذا هو ما حققته الهجمات الأمريكية في اليمن

YNP / خاص -

خلال شهر من انطلاق الهجمات الأمريكية البريطانية المشتركة على اليمن، بدا واضحا عجز هذه الهجمات، عن تحقيق أي نتيجة في اختراق الحظر الذي فرضته قوات صنعاء على الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، ومضيق باب المندب،

كما أن امتداد هجمات قوات صنعاء لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية، خلال الأسابيع الماضية، كرد على الهجمات التي نفذتها قوات الدولتين على اليمن، وما شهده البحر الأحمر من مواجهات واشتباكات بين قوات صنعاء التي استخدمت الصواريخ البحرية والطائرات المسيرة،  والمدمرات الأمريكية والبريطانية من جهة أخرى، مثَّل مؤشرا خطيرا على إمكانية توسع الصراع في المنطقة وارتفاع المخاطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما ينسف الذريعة التي تحججت بها الولايات المتحدة للدفع بقواتها إلى البحر الأحمر، بغرض مزعوم هو تأمين الملاحة في البحر الأحمر.

وعلاوة على فشل الهجمات الأمريكية البريطانية عسكريا في الحد من قدرات صنعاء الهجومية، فإن هذه الهجمات أكسبت صنعاء تأييدا واسعا، على جميع المستويات المحلي والإقليمي والعالمي، غير أن التأييد المحلي كان فوق المتوقع، حيث اكتسبت عمليات قوات صنعاء ضد القوات الأمريكية والبريطانية المزيد من المناصرة، حتى من قطاع واسع  من الخصوم والمعارضين المنتمين إلى مختلف التيارات والمكونات والأحزاب المناوئة لحكومة صنعاء، وهو ما اكتشفته أمريكا مؤخرا وتناولته وسائل إعلام غربية مختلفة.

وفي هذا السياق تنبأت مجلة "جاكوبين" الأمريكية، بأن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على اليمن ستنتهي بالفشل، ولن تنجح في وقف هجمات قوات صنعاء، مشيرة إلى أن الخصوم المحليين للحوثيين أصبحوا يؤيدون عملياتهم في البحر الأحمر.

ونشرت المجلة مطلع الأسبوع الجاري تقريرا بعنوان "الحرب الأمريكية غير المعلنة على اليمن ستنتهي بالفشل"، قالت فيه إن "الحكومة الأمريكية واصلت ضرباتها الجوية ضد الحوثيين في اليمن بينما زعمت أنها ليست في حالة حرب، لكن من غير المرجح أن يتم ردع الحوثيين: فحتى اليمنيون الذين حملوا السلاح ضدهم في السابق أصبحوا يدعمون الآن الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر".

وذكر كاتب التقرير الذي عمل في مجال الإغاثة باليمن، أنه أجرى مقابلات مع مواطنين يمنيين عاديين للتعرف على رأيهم في الوضع، مشيرا إلى أن هذه المقابلات أكدت أن "تضامن اليمنيين مع الفلسطينيين قد بدأ بالفعل في تغيير قناعاتهم السياسية، وهو على عمق لا يمكن لأي عمل عسكري أمريكي أن يقلل منه.

وأوضح التقرير أن العديد من اليمنيين المعادين سياسياً لأنصار الله- حتى أولئك الذين حملوا السلاح في السابق ضد قواتهم- يوافقون على تحديهم لإسرائيل وحلفائها الغربيين"، مضيفا أن "العديد من اليمنيين الجنوبيين الذين شاركوا في حرب مدن مكثفة لصد الحوثيين خلال غزوهم لعدن في عام 2015، يدعمون الآن الأعمال العسكرية للجماعة في البحر الأحمر.

ونقل عن أحد العاملين الشباب في قطاع الخدمات في عدن قوله إن "السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يمضي قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الشعب الفلسطيني، في حين لم يجرؤ أحد من أصحاب السعادة والسمو على أن يقول للعدو الصهيوني لا للعدوان على غزة أو حتى إدانة جرائم وانتهاكات الصهاينة.. إن السيد عبد الملك بدر الدين هو رجل القول والفعل وموقفه مشرف وشجاع".

وقال التقرير إن "اليمنيين لا يحتاجون في عدن أو صنعاء للنظر أبعد من نوافذهم لمشاهدة أنقاض المباني التي قصفت بالأسلحة الغربية".

وأضاف أن "محاولات الولايات المتحدة لتشكيل تحالف ضد الحوثيين مليئة بالتعقيدات بالفعل، ولا تبدو حليفتاها في الخليج، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حريصتين على دعم الحملة الأمريكية علناً، لأن خوض حرب نيابة عن إسرائيل هو اقتراح غير جذاب على الإطلاق، لقد تعلموا أيضًا ما تعلمه العثمانيون والبريطانيون والمصريون من قبل: من الصعب جدًا هزيمة اليمنيين في ساحة المعركة".