خلال الأيام الماضية، هجم مجموعة من الأشخاص على شاب في أحد أسواق مدينة عدن، وأشبعوه ضرباً بطريقة وحشية، وفق تسجيل مرئي تم تداوله على نطاق واسع أظهر حجم الاعتداء، وكان السبب أنه أخذ كيلو جرام بطاطا من إحدى بسطات السوق، ربما كان مضطراً لفعل ذلك- وإن كان فعلاً شائناً- فالوضع المعيشي في عدن ومناطق الشرعية كافة أصعب من أن يوصف، نتيجة فشل الحكومة في إدارة سياساتها المالية والاقتصادية، والذي نتج عنه انهيار مسبوق للعملة المحلية بتخطيها حاجز 2000 ريال للدولار الواحد، وبالتالي سيزداد الوضع المعيشي تعقيداً، إذ يترتب على ذلك ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع الغذائية الأساسية، المرتفعة أصلاً.
وحسب الفيديو المتداول، فقد اقتاد الأشخاص المعتدون الشاب إلى جهة غير معلومة، ولم يتبين مصيره، الأمر الذي أثار سخطاً شعبياً كبيراً ومطالبات لمدير أمن عدن بالتدخل العاجل لإنصاف الشاب ومحاسبة المعتدين، لكن المتوقع هو أن تمر هذه القضية كغيرها بدون أن تُتخذ أي إجراءات ضبطية، مثلما هو معتاد ومعروف عن تعاطي الجهات الأمنية التابعة لقوات الانتقالي مع مثل هذه الأمور، بل إنهم في نظر المجتمع هناك يعتبرون أحد أسباب الفوضى الأمنية الحاصلة.
في المقابل، وبالتوازي مع جريمة الاعتداء على الشاب في عدن بتلك الطريقة الوحشية ولسبب لا يستحق كل ذلك التوحش، تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي إعلاناً نشرته إحدى الصفحات على منصة فيسبوك يعرض ثلاث دبابات للبيع، وكما هو معروف عادةً لا تمتلك ذلك السلاح سوى الحكومات، الأمر الذي أثار سخرية كبيرة وأسفاً على الوضع الذي وصلت إليه البلاد في ظل حكومة الشرعية التابعة للتحالف.
الإعلان الذي نشره شخص يدعى أبو خالد عبر صفحة "حراج عدن"، على فيسبوك، سرعان ما تم حذفه، لكن مستخدمي منصات التواصل كانوا قد وثقوه وتداولوه، وجاء فيه أن ثلاث دبابات روسية الصنع معروضة للبيع، من طراز T62 (متهالكة)، سعر كل واحدة منها 53 ألف دولار، كما أُرفق مع الإعلان صورٌ للدبابات ورقمٌ للتواصل.
الناشطون عبروا عن أسفهم لما وصلت إليه البلاد من وضع متردٍ، مؤكدين فشل القيادة العسكرية والسياسية في الحفاظ على ممتلكات الجيش.
لكن التناقض الغريب هو أن يتعرض شاب للضرب بطريقة وحشية بسبب أخذه كيلو بطاطا من بسطة بدون علم مالكها، بينما يسرق آخرون مقدرات جيش وخزينة عامة لشعب كامل بدون أن يتعرض أحدهم لأي مساءلة، وهو ما لم يحدث له مثيل على مدى تاريخ اليمن، لكنه يحصل وبكل جرأة في عهد الشرعية، التي تمر عبرها كل مخططات التحالف المتحكم في قراراتها، في تدمير وتحطيم أخلاقيات ومقدرات شعب كان يستحق ما هو أفضل، لكن التحالف لا يريده إلا هكذا وبيد حكومته التي لا تضع لمواطنيها أي اعتبار.