العاطفي يستبق أي تحرك أمريكي .. طمأن العالم وأكد جاهزية قواته

YNP /  إبراهيم القانص - 
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تدويل قرار سلطات صنعاء إغلاق البحر الأحمر وباب المندب في وجه السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل، حيث تسعى إلى تأليب دول العالم بإقناعها أن القرار يشمل كل السفن باختلاف جنسياتها، ولا تخلو تصريحات المسؤولين الأمريكيين في هذا الشأن من الإشارة إلى أن عمليات قوات صنعاء البحرية تهدد الملاحة الدولية، ومنذ احتجاز السفينة الإسرائيلية "غالاكسي ليدر" وواشنطن تبحث مع عدد من الدول تكوين تحالف عسكري لما أسمته "حماية الملاحة في البحر الأحمر"، وتأتي هذه المساعي ضمن الاستراتيجية الأمريكية لحماية المصالح الإسرائيلية.

وكانت البحرية الأمريكية حددت مهمات رئيسة في إطار دعمها العسكري والمالي المعلن لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين، منها: حماية الأصول الاستراتيجية للكيان في البحر المتوسط (منصات الغاز)، والمشاركة في الحرب على قطاع غزة، ومنذ بدأت عمليات قوات صنعاء البحرية ضد السفن الإسرائيلية ألزمت واشنطن نفسها بمواجهة الخطر الآتي من اليمن، تحت عنوان "تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر".

في المقابل، تتمسك صنعاء بقرارها، سواء المتعلق بحظر عبور السفن الإسرائيلية البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أو الهجمات الصاروخية على أهداف عسكرية في إيلات، والتي كان آخرها أمس الأربعاء، في إطار موقف صنعاء المُعلن تضامناً مع الفلسطينيين والمشاركة في مواجهة الحرب العبثية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ شهرين.  

وفي هذا الصدد، ظهر وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال التابعة لصنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أمس الأربعاء، على ظهر السفينة الإسرائيلية المحتجزة في أحد شواطئ الحديدة، مطمئناً العالم إلى أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر آمنة، ومؤكداً في الوقت نفسه أن المياه الإقليمية ستظل مُحرّمة على سفن الاحتلال الإسرائيلي.

وقال اللواء العاطفي، في تصريحات متلفزة تداولتها وسائل الإعلام: "نطمئن دول العالم كافةً أن البحر الأحمر منطقة آمنة للملاحة والتجارة الدولية ومرور السفن، عدا السفن الخاصة بالكيان الصهيوني أو التي لها علاقة به"، مؤكداً أن "البحر الأحمر، من خليج العقبة وحتى باب المندب، أصبح مُحرَّماً على الكيان الصهيوني، وسيتم الاستيلاء على أي سفينة له في البحر الأحمر أو إنزال الضربات عليها".

وشدد العاطفي على أن "القوات البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيَّر جاهزة لإنزال أقسى الضربات الفردية والجماعية على الأهداف الثابتة أو المتحركة للكيان الصهيوني، نُصرة لأهلنا في غزة"، مضيفاً: "سنستمر في تنفيذ الضربات الصاروخية والطيران المسيَّر على أي أهداف تخص الكيان الصهيوني حتى يوقف عدوانه على غزة"، وفق تعبيره.

في السياق، وعلى ضوء التحركات الأمريكية الساعية إلى وقف هجمات صنعاء على أهداف إسرائيلية جوّاً وبحراً، وتحريك أدواتها في المنطقة والداخل اليمني الواقع تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي، يرى مراقبون أن هناك اتفاقاً في البيت الأبيض على قصف اليمن، رداً على موقفها العملي من الحرب الإسرائيلية على غزة، وفي الوقت نفسه هناك خلافات بشأن التوقيت فقط، والبحث عن مبررات أخرى غير الموقف المتضامن مع فلسطين.

الباحث في الشؤون العسكرية العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع بصنعاء، أشار إلى جدل يدور في البيت الأبيض بشأن "شن عدوان على اليمن رداً على موقفه العملي مما يجري في غزة"، موضحاً أن هناك رأياً يرى ضرورة الهجوم، وآخر يعارض ذلك في الوقت الحالي، لكن الجميع متفق على شن العدوان، والخلاف فقط حول التوقيت، حسب تعبيره.

وقال بن عامر، في منشور على حسابه بمنصة إكس، إن حديثه بشأن هجوم أمريكي محتمل على اليمن، في هذا التوقيت تحديداً، يأتي "حتى يدرك الجميع أن أي عدوان على اليمن في الوقت الحالي أو بعد أشهر أو بعد سنة أو سنوات، سواء كان من خلال الإسرائيلي أو الأمريكي أو أدواته في المنطقة أو أذنابها في الداخل، فإنه في النهاية عدوان أمريكي إسرائيلي"، مؤكداً أن الشعب اليمني سيواجهه بكل صلابة وقوة، مضيفاً أن "اليمن يمتلك من الإرادة الإيمانية ومن الأسلحة ما يجعله قادراً على التصدي، بل ومفاجأة كل معتدٍ في البحر والبر، وفي الجو كذلك"، حسب قوله.

وأوضح العميد عبدالله بن عامر، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستؤجّل الهجوم على اليمن في الوقت الحالي حتى لا يربطه الناس بموقف صنعاء العملي من الحرب على غزة، تحاشياً لأي مواقف شعبية- عربية أو عالمية- متضامنة مع اليمن، فالاستراتيجية الأمريكية تحتم انتقامها من أي جهة تقرر مواجهة إسرائيل، لهذا ستؤجل الهجوم حتى تصطنع أسباباً ومبررات أخرى، مؤكداً أن "اليمن لم يدخل هذه المعركة إلا وهو يدرك تداعياتها، وبالتأكيد قادر على التصدي والمواجهة".