خشية إسرائيلية من الحوثيين : مواجهتهم ليست رحلة ترفيهية في البحر الأحمر

YNP /  إبراهيم القانص -

يتصاعد القلق الإسرائيلي، يوماً بعد آخر، من تداعيات القرار اليمني بحظر عبور السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، على اقتصاد الاحتلال، إذ تقول مواقع عبرية نقلاً عن مختصين إن القرار اليمني سيوقف ثلث تجارة إسرائيل وسيرفع الأسعار بنسبة 30%، ويبدو من تصريحات مسؤولي الاحتلال أن إسرائيل عاجزة عن التعامل مع القرار، وتحاول تدويله لتتولى دول العالم حل المشكلة بالنيابة عنها، لكن هذا من وجهة نظر متخصصين إسرائيليين لن يمثل حلاً، والتقليل من شأن إجراءات قوات صنعاء لن يوقف الخطر الذي يهدد اقتصاد الكيان. 

 

القناة 12 العبرية، حاولت أن تكون قريبة من الواقع الذي فرضته اليمن على كيان الاحتلال، متجنبة التقليل من شأن قرار حظر السفن المتوجهة إلى إسرائيل، كما حاولت التعاطي مع قوات صنعاء بحجمها الحقيقي ومدى ما تستطيع فعله وفق ما وصلت إليه من مهارات قتالية وما تمتلكه من أسلحة، داعية إلى تجنب الخطأ في النظر إلى تلك القوات خلاف معطيات الواقع.

 

وفي هذا السياق قال كبير المعلقين المتخصصين بشؤون الشرق الأوسط في القناة 12 العبرية، إيهود يعاري: "يجب ألّا نُخطئ، لأن الحوثيين في اليمن أصبحوا جيشاً وليس ميليشيا، ومحاولة احتواء تهديدهم يُعدُّ تحدياً حقيقياً لإسرائيل".

 

ووصف إيهود يعاري، تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بالرد العسكري على اليمن أو تشكيل تحالف عالمي للتعامل مع قرارها، بأنه استعراض، وأن قوات صنعاء أصبحت خصماً قوياً، حيث قال: "لن يتمكن أي استعراض من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة من إحباط التهديد الذي يشكله الحوثيون على طرق الشحن، فقد تحولت قدراتهم من مقاتلين قبليين إلى جيش قادر، وخصم قوي".

 

المحلل الإسرائيلي أشار إلى أن المواجهة مع قوات صنعاء تُعدّ تحدياً كبيراً وليست نزهة، موضحاً أن "مواجهة الحوثيين في اليمن تحدٍ خطير، وليست مجرد رحلة بحرية ترفيهية في البحر الأحمر، أو طائرة حربية تتزود بالوقود جواً"، وفق تعبيره.

 

كما تحدث إيهود يعاري عن القدرات العسكرية والإمكانات التي أصبحت تمتلكها قوات صنعاء، بقوله: "أصبح الحوثيون جيشاً قادراً، لديه الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة طويلة المدى وصواريخ كروز بأنواعها المختلفة، مضيفاً: "لديهم أنظمة رادار فعالة وصواريخ ساحلية وألغام بحرية، وزوارق حربية سريعة قادرة على إطلاق الصواريخ، وغير ذلك الكثير".

 

وأكد يعاري أن قوات صنعاء تعمل بشكل مستقل عن أي قوى خارجية، وأن من الخطأ استمرار تصنيف الحوثيين كحركة تابعة لإيران، وبطريقة مغايرة للمصطلحات المعتادة في تعريف الحوثيين، قال المحلل الإسرائيلي: "لا ينبغي للمرء أن يخطئ في النظر إلى الحوثيين أنهم يتبعون إيران، والأصح تعريف الحوثيين بأنهم حلفاء لإيران، ويعملون بشكل مستقل عنها".

 

وبشأن الموقف العام المعادي لإسرائيل الذي يتبناه أنصار الله في اليمن، منذ بداية ظهور حركتهم عام 2002م، قال يعاري إنهم "أقسموا منذ عام 2003 على المساعدة في انقراض دولة إسرائيل"، حسب قوله.

 

ولفت إلى التفوق العسكري الميداني لقوات صنعاء خلال مواجهتها قوات التحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن منذ تسعة أعوام، حيث قال: "الحوثيون نجحوا في الصمود في وجه الهجوم الذي شنه التحالف السعودي منذ عام 2015، وفاجأوه بضرباتهم على منشآت النفط، وتحملوا الضغط العسكري للقوات التابعة للسعودية والإمارات، ويدافعون عن أنفسهم بشكل جيد".

 

ويرى مراقبون أن القرار اليمني الذي قضى بمنع أي سفينة متوجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر وباب المندب، يُعدّ موقفاً متقدماً في مناصرة الشعب الفلسطيني، يتجاوز كل المواقف العربية والإسلامية التي اقتصرت على البيانات والتصريحات الإعلامية، كونه تجاوز ذلك إلى إجراءات عملية جعلت إسرائيل عاجزة عن التعامل معه، بدليل لجوئها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا لتشكيل تحالف عالمي يتولى الرد على حصار الكيان بحرياً، مقابل حصاره لقطاع غزة.