ما سِرّ اهتمام العالم المفاجئ بحركة السفن الإسرائيلية ؟

YNP / إبراهيم القانص ـ

أكد محللون سياسيون وعسكريون أن القرار الذي اتخذته حكومة صنعاء بحظر عبور السفن الإسرائيلية من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، واهتمام الإعلام العربي والعالمي الواسع بتناول ومتابعة أخبار احتجاز أو منع تلك السفن من العبور، أو السفن الإسرائيلية التي غيرت مساراتها بعد تلقيها تحذيرات من قوات صنعاء، خلال الأيام الماضية، يوضح مدى الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب، وفي الوقت نفسه يؤكد حجم النشاط الاقتصادي الإسرائيلي الذي يعبر هذا المضيق، كما يكشف صوابية قرار صنعاء الذي اتخذته في إطار موقفها المتضامن مع الشعب الفلسطيني وترجمته إلى أفعال على الأرض.

الباحث في الشؤون العسكرية، العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع بصنعاء، قال إن "مثل هذه العناوين المتداولة- وبغضِّ النظر عن صحتها- تؤكد حجم النشاط الاقتصادي البحري الإسرائيلي، وغالبية هذا النشاط يستخدم باب المندب والبحر الأحمر للوصول إلى أم الرشراش (إيلات)، إذا كنا أمام عملية استيراد، أو من إيلات وعبر البحر الأحمر إلى شرق آسيا والهند وأستراليا وشرق إفريقيا، إذا كنا أمام عملية تصدير".

 

وأضاف بن عامر، في تدوينة على حسابه في منصة إكس، أن "كل هذه الأخبار المتداولة خلال الأيام الماضية، (أكرر وبغضِّ النظر عن صحتها)، تؤكد أن البحر الأحمر شريان حياة بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي"، متسائلاً عن عدد السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالكيان التي تمر عبر هذا البحر بشكل يومي، وكيف تخلى العرب عن دورهم القومي في البحر الأحمر وباب المندب، لتسرح إسرائيل وتمرح في هذا البحر كما تشاء طوال عقود من الزمن؟

 

العميد عبدالله بن عامر أكد أن "كل هذه الأسئلة تدور في ذهن المواطن العربي البسيط، لاسيما بعد ما اطلع على القرار اليمني وبدأ يقرأ أهمية هذا القرار في الضغط على الكيان لوقف العدوان على غزة، وكذلك للتوجه نحو وقف دائم لإطلاق النار"، داعياً اليمنيين إلى الاهتمام بمعرفة موقعهم الجيو استراتيجي، مشيراً إلى أن "هذا الموقع الذي قيل عنه يوماً إنه نقمة على اليمن هو في الحقيقة نعمة لو توفرت القيادة الوطنية القادرة على استنهاض الشعب اليمني وتوجيهه لتأدية دوره في بناء البلد واستغلال ثرواته البحرية والبرية، وكذلك تأدية واجبه الديني تجاه القضية الفلسطينية كما يحدث اليوم".

 

وتصدرت أخبار احتجاز أو منع السفن الإسرائيلية من المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أو تغيير مسارها، عناوين وسائل الإعلام العربية والعالمية، والإسرائيلية تحديداً، حيث قالت مواقع إخبارية تابعة للإعلام العبري "إن سفن البضائع العامة كانت في السابق تنتظر على مداخل الموانئ الإسرائيلية، أما الآن فالعمال هم الذين ينتظرون".

 

 وأكد موقع N12 الإسرائيلي، تراجع المواد الخام الأولية ومختلف البضائع التي كانت تستوردها إسرائيل، نتيجة لارتفاع أسعار التأمين، مشيراً إلى أن "الخوف الآن يتمثل في الهجمات التي لا تستهدف فقط السفن المملوكة لإسرائيل، بل أيضاً تلك التي تشارك في التجارة البحرية الإسرائيلية"، متوقعاً أن استمرار هذا التهديد سيلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد الإسرائيلي.

 

في السياق نفسه، صرح السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة، دوري جولد، أن إسرائيل لم تضطر في السابق إلى التعامل مع خصم يهدد وصولها إلى أجزاء بأكملها من العالم، لافتاً إلى أن "هذا بالضبط هو ما يحدث مع التهديد المتزايد المتمركز في اليمن".

 

وكان القائد السابق لحلف الناتو، جيمس جي ستافريديس، علق على الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء موثقاً عملية الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية "غالاكسي ليدر"، بقوله إن "ما يثير الرعب اليوم هو مستوى التطور والتدريب والمعدات الذي يظهره الحوثيون، أرى في الفيديو قيادة ماهرة لطائرة هليوكوبتر حديثة، وقوات خاصة ذكية ترتدي الزي الرسمي ومزودة بأسلحة واتصالات متقدمة، وتم تنفيذ عمليات التقدم بشكل جيد إلى مراكز القيادة والسيطرة على متن السفينة الضخمة بالدقة التي تتوقعها من جيش كبير"، وفق تعبيره.