مالذي تحقق خلال عام على طوفان اليمن؟

خاص -  YNP ..

في التاسع عشر من نوفمبر من العام 2023 ، اطلقت اليمن طوفانها المساندة لغزة  بحرا ، لتحقق خلال نحو عام من العمليات التي رافقتها ضربات برية وجوية  الكثير من الإنجازات ، فما الذي كسبته اليمن من قرارها الشجاع  رغم المخاطر المحدقة ؟


مع أن اليمن كانت لا تزال تحت وطأة الحصار والحرب المستمرة منذ العام 2015، وإمكانية عودتها في اية لحظة في ظل الهدنة الهشة، قررت قواتها بكل ثقة فتح الجبهة الأكبر التي لطالما  رددتها قياداتها الثورية الجديدة كشعارات واثبتتها كواقع. في نوفمبر من العام  الماضي وتحديدا في التاسع عشر منه، أعلنت اليمن قرارها اغلاق باب المندب  في وجه الملاحة الإسرائيلية وهو قرار لم يتوقعه احد في العالمين ، ولم يدرك مدى تأثيره أيا من اقطاع العالم العربي والإسلامي بما في ذلك الدول المطلة على البحر الأحمر.

كان القرار بالنسبة للكثيرين خصوصا المسكونيين بثقافة القوة الامريكية – البريطانية – الغربية  شبه مستحيلا، وكانت التوقعات بان تصبح اليمن مسرح جديد لحرب دولية،  لكن الشيء الذي لم يتم الالتفاف له ان البلد لأذي صمد في وجه تحالف من نحو 17 دولة وجندت له كافة وسائل القوة حول العالم بتقنياتها الحديثة وعتادها المنقطع النظير،  قادر على تغيير المعادلة التي تحققت لاحقا على شكل مراحل من العمليات بدأت باستهداف السفن التابعة للاحتلال حكومة واشخاص وشركات ونجحت باستهداف العديد منها واحتجاز احدها تعرف بـ"جلاكسي ليدر" ولا تزال راسية إلى اليوم في الساحل الغربي.

لم تتوقف اليمن عند هذا الحد فمع كل خطوة تصعيد تجاه غزة كانت اليمن تحدث قائمة أهدافها بمرحلة جديدة تضمن  حظر ملاحة السفن الأجنبية إلى الموانئ الإسرائيلية ووصلت حد استهداف وملاحقة السفن المتورطة  ليس في البحر الأحمر فقط بل أيضا في المحيط الهندي وبحر العرب وحتى البحر المتوسط. 

نجحت القوات اليمنية، التي لم يكن يراها احد، باصطياد اكثر من 204 سفينة ونفذت هجمات بأكثر من الفي صاروخ ومسيرة، وفق اعتراف الاحتلال الإسرائيلي، وهذه لا تقتصر فقط على استهداف السفن والبوارج الامريكية والبريطانية وحتى الغربية  بل أيضا المدن المحتلة في فلسطين بدء بإيلات وصولا إلى عسقلان وحيفا ومرورا بالعاصمة تل ابيب ..

شكلت العمليات اليمنية منذ انطلاقها ارقا بالنسبة للاحتلال الذي لم يخفي خسائره الاقتصادية والتي لا تزال مستمرة إلى اليمن مع اغلاق اكبر موانئه على البحر الأحمر وتعطل سلاسل الامداد ما دفعه لإنشاء جسر بري يمتد من الامارات عبر السعودية والأردن ووصولا إلى الأراضي المحتلة، لكن اليمن  واصلت خنقه أيضا على المتوسط.

ومع تصاعد تداعيات العمليات اليمنية دخل حلفاء الاحتلال على الخط كالولايات المتحدة التي فشلت بتشكيل تحالفات لحمايته وشنت عدوان مشترك مع بريطانيا فأصبحت بوارجهما وسفنها صيدا  سهلا لليمنيين ..

لم يشهد اليمن ان تم تداول اسمه على نطاق واسع كما حصل خلال هذا العام مع وصوله على اسماع دول لم تكن تعلم بوجوده رغم أهميته الجيوسياسية على الخارطة وتحديدا الملاحة البحرية ، ولم  يعرف ان حقق الشعب اليمني التفاف حول قياداته كما هو الان وقد خصص كل جمعة لخروج مليوني تأييدا لخطواتها ومباركة لها..

اما على الصعيد العربي والإسلامي فقد اصبح اليمن محل اعجاب الشعوب المهضومة  والمحتقنة على امتداد الخارطة ، إضافة إلى ذالك الإنجازات العسكرية التي حققها على مسا التطوير العسكري والتقني الذي بات يضاهي دول كبرى تنفق المليارات  وقد أظهرت القوات اليمنية قدرات غير مسبوقة في مجال الصواريخ الفرط صوتية وابرزها الكشف عن "فلسطين 2" او الصواريخ المجنحة بعيدة المدى كقدس  إضافة إلى الطائرات المسيرة من وعيد إلى الصماد 3 و4 وصولا إلى يافا التي هزت عاصمة الاحتلال على بعد اكثر من 2500 كيلومترا .. اما على الجانب البحري فقد برزت أسلحة جديدة من ضمنها الزورق المسير "طوفان المدمر" والغواصة المسيرة القارعة"  والاهم القدرات الدفاعية التي اظهرتها اليمن مع نجاحها باسقاط نحو 12 طائرة مسيرة امريكية من نوع ام كيو ناين. 

كان العام 2023 عام نجاح بامتياز لليمن ليس على الصعيد العسكري وخوض معركتها مع اقوى الدول وأكثرها ترسانة بل على الصعيدين الإنساني والاخوي وقد ناصرت شعب يباد من الوريد إلى الوريد على مرى ومسمع  وانظار العالم بمن فيهم أنظمة تمتلك قدرات عسكرية وتقنية كافية لهز العالم وليس اسرائيل ..