من دفع بطارق صالح والزبيدي للاصطفاف إلى جانب إسرائيل ولماذا ؟

YNP /  خاص -

يكثف قادة الفصائل المسلحة الموالية للإمارات في اليمن تحركاتهم العسكرية، بالتزامن مع تسارع المساعي الأمريكية الرامية إلى إنشاء تحالف عسكري دولي تحت غطاء "حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر"، وذلك للرد على الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية أو العاملة لصالح إسرائيل، والتي شملها قرار صنعاء بحظر الملاحة في البحر الأحمر كجانب من المشاركة في الحرب ضد إسرائيل، التي تشن عدوانا على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، مخلفا قرابة ٢٠ ألف شهيد وأكثر من ٥٠ ألف جريح، جلهم من المدنيين وخاصة الأطفال والنساء.

وأعلن كل من طارق صالح الذي يقود قوة عسكرية موالية للإمارات على الساحل الغربي لليمن وبالقرب من باب المندب، وكذا عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، استعدادهما للانخراط في للتحالف العسكري الذي تسعى أمريكا لتشكيله، حيث قام الأول بزيارة إلى جيبوتي، أواخر نوفمبر الماضي التقى خلالها ضباطا أمريكيين وإسرائيليين حسب ما أفادت به المعلومات حينها، والتقى الإثنين الماضي بقائد القوات المشتركة التابعة للتحالف في اليمن كما نظم عرضا عسكريا بحريا قال إنه في إطار الاستعدادات لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وزار أمس الأربعاء البحرين التي تضم القيادة المركزية للأسطول الخامس الامريكي، المكلف بحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.

وفي المقابل كان المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي قد أكد قبل أسابيع في بيان رسمي استعداده للمشاركة في ما أسماه حماية الملاحة الدولية، في مواجهة هجمات قوات صنعاء، كما ذكرت قناة i24   الإسرائيلية في تقرير لها أن الزبيدي اعرب عن استعداد قواته للتعاون لحماية طريق الشحن في البحر الأحمر مقابل اعتراف إسرائيل بحقهم بتقرير المصير جنوب اليمن

وذكر القناة العبرية أنه "خلال الأيام الأخيرة قام رئيس المجلس الانتقالي في جنوب اليمن عيدروس الزبيدي، بإجراء عدد لا بأس به من المحادثات مع مسؤولين محليين، مسؤولين في الإمارات ومسؤولين أمريكيين لمناقشة التصعيد مع الحوثيين المدعومين ايرانيا، وأوضح مسؤول مقرب من الزبيدي بأن المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن يريد وقف الهجمات التي يشنها الحوثيون والحصول على دعم دولي يشمل دعما من إسرائيل".

وصعدت صنعاء من هجماتها على السفن الإسرائيلية، ومؤخرا وسعت دائرة عملياتها لتشمل جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية كانت، وهو ما شكل ضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي، وأجبر العديد من السفن على الابتعاد عن البحر الأحمر والاتجاه للدوران حول قارة أفريقيا، الأمر الذي يطيل مدة رحلاتها بأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، بما يترتب على ذلك من تزايد تكاليف الشحن بأكثر من ٣٠%، بحسب ما أفادت به تقارير دولية، ناهيك عن ارتفاع أقساط التأمين البحري على السفن المملوكة لدولة الاحتلال كليا أو جزئيا، وكذا العاملة لصالحها.

وفي أعقاب تصاعد الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية، اتجهت دولة الاحتلال والولايات المتحدة، لمحاولة تشكيل تحالف عسكري دولي، للرد على هجمات قوات صنعاء، وذلك تحت غطاء حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، والتي أعلنت صنعاء في أكثر من مناسبة وعلى لسان عدد من مسئوليها أن الملاحة الدولية آمنة في هذه المنطقة، والسفن المستهدفة هي السفن الإسرائيلية وتلك التي تعمل لصالح إسرائيل.

وفيما يبدو واضحا تحفظ حلفاء أمريكا من الدول العربية تجاه التحالف العسكري الأمريكي الإسرائيلي التي تسعى الدولتان من خلاله إلى تدويل قرار صنعاء حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، يتم الدفع بالفصائل المسلحة الموالية للإمارات ممثلة بالقوات التي يقودها طارق صالح في الجزء الجنوبي من الساحل الغربي لليمن المطل على مضيق باب المندب، والمتاخم للجزء الشمالي الذي تسيطر عليه قوات صنعاء، وكذا القوات التابعة للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات والتي تسيطر على خليج عدن والمدخل الجنوبي لمضيق باب المندب، للانضمام إلى هذا التحالف، وبذلك ترفع وبذلك يرفع حلفاء أمريكا الحرج عن أنفسهم أمام أمريكا، نتيجة عدم إعلان الانضمام لتحالفها الجديد.

ولم يعلن حلفاء أمريكا في المنطقة من الدول الخليجية وفي مقدمتهم  المملكة العربية السعودية أي موقف من هذا التحالف العسكري الذي تدعو له أمريكا، حتى الآن، في ظل المؤشرات على أن السعودية ودول الخليج الأخرى تحاول النأي بنفسها عن هذا التحالف، نظرا لحساسية الموقف، كون الانضمام إلى هذا التحالف هو انحياز مباشر وواضح في الدرجة الأساس إلى الجانب الإسرائيلي المتورط في جرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، وثانيا بسبب المخاوف من انهيار عملية السلام التي يجري الترتيب لها في اليمن، والتي سينعكس انهيارها على الاستقرار في المنطقة، كون هذه الدول ولا سيما السعودية طرفا فيها.

وكان رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحق هرتزوغ، قد دعاء، أمس الأربعاء، إلى "تشكيل تحالف دولي ضد الحوثيين في اليمن، وذلك على خلفية تصاعد الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية أو العاملة في إسرائيل أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.

وقال هرتزوغ على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "لقد تجاوز الحوثيون خطًا أحمر في البحر الأحمر"، مضيفا: "يجب تعزيز وتقوية الأنشطة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد القراصنة الإرهابيين الحوثيين، في شكل تحالف دولي حقيقي".

وتابع رئيس الاحتلال الإسرائيلي في تدوينته قائلا: "إن استمرار الحوثيين في أعمال الإرهاب والقرصنة ضد السفن من جميع الجنسيات والملكيات يتطلب من المجتمع الدولي بأكمله أن يتحرك، متحدًا، بقوة وحسم للقضاء على هذا التهديد للاقتصاد العالمي والتجارة" حسب تعبيره.

واعتبر مراقبون تصريحات رئيس الكيان الإسرائيلي إعلانا رسميا لمهمة التحالف العسكري الذي تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية تشكيله في المنطقة، والذي يخدم إسرائيل بشكل مباشر، وهو الأمر الذي يمثل انكشافا لموقف القوى الإقليمية أو المحلية التي تنوي الانضواء في هذا التحالف وأنها ستعمل لصالح إسرائيل في المقام الأول، وإن كان ذلك تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية.