نتاج الموقف من العدوان على غزة.. صنعاء تحظى بالتأييد الشعبي والشرعية معزولة حتى في مناطقها

YNP / خاص  -

مع الموقفين المتغايرين بين كل من حكومة صنعاء والحكومة الموالية للتحالف تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، يتعزز الإسناد الشعبي لحكومة صنعاء، فيما تتزايد العزلة الجماهيرية والشعبية للحكومة الموالية للتحالف، وهو الأمر الذي بدت شواهده بشكل لافت، خلال الأشهر الماضية، منذ إعلان صنعاء موقفها الداعم للمقاومة الفلسطينية، والمساند لها، قولا وعملا، والانخراط في الحرب لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واستخدام كل الوسائل المتاحة لديها في سبيل وقف العدوان على سكان قطاع غزة، ورفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليهم، والسماح بدخول الغذاء والدواء لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني من خطر المجاعة التي باتت تفتك بهم جراء ذلك الحصار.

وعلى النقيض من الموقف الداعم للمقاومة الفلسطينية والمناصر للشعب الفلسطيني، الذي اتخذته حكومة صنعاء، انساقت الحكومة الموالية للتحالف وراء الدول العربية المتخاذل تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، حرب الإبادة التي ترتكبها تجاه سكان قطاع غزة، وهو الموقف الذي لقي استياء بالغا من شعوب تلك البلدان، وكان له انعكاسه المباشر لدى عامة اليمنيين في مناطق سيطرة الحكومة الموالية للتحالف، حيث يعد سائر اليمنيين من الشعوب المناصرة للقضية الفلسطينية منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

 

 ولقي موقف هذه الحكومة المزيد من السخط الشعبي، في مناطق سيطرتها، وفي المقابل بات سكان هذه المناطق يبدون تأييدهم لمواقف حكومة صنعاء، ناهيك عن المكونات الحزبية والوجاهات الاجتماعية والشخصيات السياسية والعسكرية التي باركت بشكل صريح عمليات قوات صنعاء ضد إسرائيل، وحظر الملاحة الإسرائيلية ومن بعدها الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، وتنفيذ عشرات الهجمات ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وهو ما مثل ضغطا كبيرا في اتجاه وقف العدوان على غزة.

 

ومثلت المظاهرات الشعبية التي باتت تخرج في كل يوم جمعة في بعض مناطق سيطرة الحكومة اليمنية كمحافظتي تعز ومارب، تعبيرا عن التأييد لمواقف حكومة صنعاء، وإن كان بصورة غير مباشرة، خاصة وأنها تأتي بالتزامن مع المظاهرات الحاشدة التي تشهدها جميع المحافظات التي تسيطر عليها حكومة صنعاء كل يوم جمعة.

 

وحظي موقف حكومة صنعاء- خارجيا- بتأييد شعبي كبير من قبل غالبية العربية والإسلامية، المناصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني، كواجب ديني وأخلاقي وإنساني، وكذا النخب الأجنبية الرافضة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين، والتي تجاوز ضحاياها ١٠٠ ألف ما بين شهيد ومصاب، وهو ما عبرت عنه مظاهرات شعبية رفع خلالها العلم اليمني إلى جانب العلم الفلسطيني، كتعبير عن تأييد ما تقوم به حكومة صنعاء من عمليات عسكرية نصرة للشعب الفلسطيني، ومواجهتها للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن على خلفية ذلك الموقف.

 

وأعلنت حكومة صنعاء موقفها منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدة أنها ستستخدم كل ما لديها من أسلحة لمواجهة العدوان الإسرائيلي في حال تجاوزت إسرائيل وحلفائها وعلى رأسهم أمريكا، ما اعتبرته خطوطا حمراء، وهو ما حدث خلال الأسابيع الأولى للعدوان، حيث بدأت قوات صنعاء تقصف بصواريخها وطائراتها المسيرة أهدافا للكيان الإسرائيلي جنوب فلسطين المحتلة، وخاصة في منطقة إيلات التي تعد منطقة حيوية واستراتيجية واقتصادية، ناهيك عن نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يسكنون المستوطنات في محيط قطاع غزة إليها، وهو ما أربك خطوات العدو الإسرائيلي وحولها إلى منطقة حرب في حين كانت تعتبر آمنة تماما.

 

وفي موزاة استهدفها لمناطق جنوب فلسطين المحتلة، بدأت قوات صنعاء عملياتها البحرية مستهدفة السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل وكانت أولى تلك العمليات في ١٩ نوفمبر الماضي، وتمكنت قوات صنعاء خلالها من الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية جلاكسي ليدر، واقتادتها إلى السواحل اليمنية، فيما توالت العمليات ضد السفن الإسرائيلية بعد إعلان حظر مرور السفن إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر وباب المندب، سواء كانت لسفن إسرائيلية أو متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية لأي دولة كانت ملكيتها.

 

وتوالت عمليات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية ثم الأمريكية والبريطانية ليصل عددها إلى ٥٤ سفينة، وهو الرقم الذي أعلن عنه قائد حركة أنصار الله "الحوثيين" عبدالملك الحوثي، في كلمة متلفزة له الأسبوع الماضي، في حين شهد البحر الأحمر ومنطقة باب المندب عدة مواجهات مباشرة بين قوات صنعاء والبارجات الأمريكية والبريطانية، والتي دفعت بها كل من أمريكا وبريطانيا إلى البحر الأحمر منذ ديسمبر الماضي بهدف تأمين الملاحة الإسرائيلية، مستخدمة ما أسمته "تأمين الملاحة الدولية"، ذريعة لذلك.