قوات صنعاء تصيب إسرائيل في مقتل.. الدلالات والرسائل لقصف "تل أبيب"

 

YNP / عبدالله محيي الدين -

في تطور نوعي وخطير على، يحمل الكثير من الدلالات والرسائل، صعيد مشاركة قوات صنعاء  في الحرب ضد إسرائيل، نصرة للشعب القلسطيني، وانتصارا لدماء عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة الذي حصدتهم آلة القتل الإسرائيلية منذ أكثر من9  أشهر، استهدفت قوات صنعاء بطائرة مسيرة مدينة تل أبيب، عاصمة كيان الاحتلال، وهي المرة الأولى التي يصل فيها سلاح عربي إلى المدينة التي ظلت في مأمن من أي تهديدات، على مدى عقود، الأمر الذي شكل اختراقا هو الأول من نوعه، وصفعة قوية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، كما برهن على هشاشة القوة الإسرائيلية، وزيف الدعاية التي عمد الاحتلال إلى ترويجها عن مدى هذه القوة، وشكل مؤشرا لمعادلة جديدة ستغرضها القوات اليمنية، في قواعد الاشتباك  مع العدو الإسرائيلي. 

 

وفيما كانت إسرائيل قد أعلنت عن الهجوم الذي وقع في القرب من السفارة الأمريكية بالعاصمة الإسرائيلية تل أبيب، واعترفت بقتيل واحد والعديد من الجرحى أوقعهم الهجوم، مؤكدة أن الطائرة المسيرة انطلقت من اليمن، أكدت قوات صنعاء أنها قامت بالعملية، مستخدمة طائرة مسيرة جديدة، أطلقت عليها اسم "يافا"، متعهدة بأن ضرباتها ضد الكيان الإسرائيلي ستستمر.

 

وقال المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز ، إن "سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ، نفذ عمليةً عسكريةً نوعيةً تمثلتْ في استهدافِ أحدِ الأهدافِ المهمةِ في منطقةِ يافا المحتلة ما يسمى إسرائيلياً تل أبيب"، موضحا أن العمليةُ "نفذت بطائرةٍ مسيرةٍ جديدةٍ اسمها "يافا" قادرةٍ على تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضيةِ للعدوِّ ولا تستطيعُ الراداراتُ اكتشافَها، وقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاح".

 

وأضاف سريع أن ا"لقواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تعلنُ منطقةَ يافا المحتلةَ منطقةً غيرَ آمنةٍ وستكون هدفا أساسياً في مرمى أسلحتنا وإننا سنقومُ بالتركيزِ على استهدافِ جبهةِ العدوِّ الصهيونيِّ الداخليةِ والوصولِ إلى العمق، مؤكدا امتلاك قوات صنعاء "بنكاً للأهدافِ في فلسطينَ المحتلةِ منها الأهدافُ العسكريةُ والأمنيةُ الحساسةُ وأنها ستمضي في ضربِ تلك الأهدافِ "رداً على مجازرِ العدوِّ وجرائمِهِ اليوميةِ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة"، وفق ما جاء في البيان.

 

وشكل الإنجاز العسكري الذي حققته قوات صنعاء بهذه العملية، وذلك بتمكنها من ضرب أهداف في عاصمة الكيان الإسرائيلي، المدينة التي كانت تعتبرها إسرائيل في مأمن من أي هجمات، تطورا خطيرا من حيث أبعاده ومن حيث الدلالات والرسائل التي حملها، وهو ما يفسر الارتباك الذي بدا واضحا على الحكومة الإسرائيلية ومسئولي وقادة كيان الاحتلال.

 

المسئولون الإسرائيليين اعترفوا بأن إسرائيل فقدت قدرة الردع، كما وصفوا العملية بأنها اختراق لكل الخطوط الحمراء، حيث لم يسبق لأي قوة عسكرية أن تصل هجماتها إلى تل أبيب التي تشكل  القاعدة الرئيسية للكيان الإسرائيلي بالإضافة إلى ما تمثله رمزية للسيادة الإسرائيلية، وعصب اقتصادي وسياسي رئيس لدولة الاحتلال

 

وكشفت العملية النوعية التي نفذتها قوات صنعاء، في قلب الكيان الإسرائيلي، فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية، أو ما يسمى "القبة الحديدية" وكذا فشل الرادارات عن مراقبة الأجواء ورصد الهجوم الذي ضرب قلب إسرائيل، ومركز دولة الاحتلال، كما أحدثت صدمة كبيرة، أثارت المخاوف داخل دوائر القرار في الحكومة الإسرائيلية، وبدأت التساؤلات تُطرح داخل هذه الدوائر، حول الفشل الذي منيت به المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، وكيف سيكون الوضع فيما لو حدث تهديد لإسرائيل وهجمات من جبهات متعددة،  حيث تشير التحليلات إلى أن الفشل سيكون أكبر، وستعجز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية عن احتواء أي هجوم من هذا القبيل.

 

ومن ناحية استراتيجية، فإن العملية مثلت- وفق محللين-  إيذانا بمرحلة جديدة من المواجهة، قد تقود إلى خسارة إسرائيل لهذه الحرب في مواجهة محور المقاومة، حيث أن الانكشاف الخطير الذي أظهرته هذه العملية، والهشاشة التي ظهرت بها ما تسمي بقوة الردع الإسرائيلية، مزقت الصورة التي كرستها الدعاية الإسرائيلية والغربية حول القوة العسكرية لجيش الاحتلال، وهو ما من شأنه قلب المعادلة وتعديل ميزان القوى لصالح محور المقاومة، والفصائل الفلسطينية، وبالتالي إشعال المنطقة والذي لن يقود إلى إلى خسارة إسرائيل.

 

أما من الناحية السياسية على مستوى الداخل الإسرائيلي، فأن الضربة التي نفذتهل قوات صنعاء، قد أحدثت هزة كبيرة داخل دوائر القرار في الكيان الإسرائيلي، وكشفت عن حالة الضعف التي يعانيها، بعد فرقعة بالونة الدعاية التي ظلت تنفخها إسرائيل والغرب حول مدى القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي، وما يسمى "قوة الردع"، كما عملت هذه العملية على نسف ثقة المجتمع الإسرائيلي بحكومة نتنياهو، وبقيادة الكيان ككل، وهو ما من شأنه أن يزيد من الضغوط الداخلية على سلطات الاحتلال، ويجعلها تعيد التفكير في سياستها تجاه الشعب الفلسطيني وغزة، وتجاه الجبهة التي كانت تعتزم فتحها ضد حزب الله في جنوب لبنان.