طائفة يهودية تهدد بالرحيل الجماعي ومخرج إسرائيلي: التجرد من الإنسانية يشكل ماضينا وحاضرنا

 
YNP /  إبراهيم القانص - 
تواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضغوطاً داخلية كبيرة، حيث توجّه شخصيات دينية وسياسية وفنية انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو، على خلفية حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وفيما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس تتهم عائلاتهم رئيس الحكومة بالتسبب في قتلهم وتطالبه بوقف الحرب، كما يهود دينيون بالرحيل من إسرائيل خوفاً على حياة أبنائهم إذ يرفضون التجنيد الإلزامي.

  
موقع جيروزاليم بوست العبري، قال إن الحاخام يتسحاق يوسف، الحاخام الأكبر لإسرائيل، أثار جدلاً بسبب تصريحاته الأخيرة بشأن التجنيد الإلزامي للحريديم في قوات الدفاع الإسرائيلية. 

ونقل الموقع عن حاخام اليهودي الشرقيين، في كلمته الأسبوعية بالقدس، مساء السبت الماضي، قوله: "إذا أجبرونا على الانضمام إلى الجيش، فسننتقل جميعاً إلى الخارج"، وهو تلميح إلى هجرة جماعية قد تؤثر في تكوين المجتمع والنظام الإسرائيليين، إذ أشار إلى الدور المهم لدراسة التوراة في نجاح إسرائيل وبقائها، بقوله: "المدارس الدينية والجامعات هي التي تعيق العالم. الدولة موجودة بناءً على دراسة التوراة، وبدون التوراة لم يكن من الممكن أن يكون هناك نجاح للجيش".

ويضغط الحاخام يوسف باتجاه الحصول على إعفاء من التجنيد الإجباري للشباب من طائفته، مسوقاً سرديةً مفادها أن إنجازات الجيش الإسرائيلي في قتل آلاف الفلسطينيين في غزة يرجع الفضل فيها لدراسة التوراة، حيث قال: "ماذا سنفعل بدون عالم المعاهد الدينية والجامعات؟ إنهم يصمدون أمام العالم"، مضيفاً: "لم يخبرني أحد أن الفضل في ذلك يعود إلى الطيارين أو التفجيرات أو الطائرات"، في إشارة إلى عدم إدراك ما تمثله دراسة التوراة من محفزات روحية، يقول مراقبون.

وهدد الحاخام بالرحيل الجماعي من إسرائيل، قائلاً: "سوف نشتري تذاكر، لا يوجد شيء اسمه إجبارنا على الالتحاق بالجيش. الدولة تقف على هذا".

وأشار الموقع العبري إلى أن هذا ليس الموقف الأول الذي يحدث فيه هذا الجدل والتهديد داخل المجتمع الحريدي، موضحاً أن والد يوسف الراحل، الحاخام الأكبر السابق عوفاديا يوسف، اتخذ موقفاً مماثلاً في عام 2013، حيث أشار إلى أن الحريديم سيغادرون إسرائيل إذا أُجبروا على الخدمة العسكرية. وقال: "سيتعين علينا، لا سمح الله، أن نترك أرض إسرائيل للانتقال إلى الخارج"، مكرراً المشاعر التي استمرت بين الحريديم لسنوات.

المخرج اليهودي البريطاني، جوناثان غليزر، دعا إلى وقف الحرب على قطاع غزة، متهماً السلطات الإسرائيلية باختطاف الديانة اليهودية وتأجيج الصراع في المنطقة، مشيراً إلى أن نظرة الإسرائيليين الاستعلائية لغيرهم من البشر هي سبب ما يحدث من الفظائع في قطاع غزة.

 وقال جوناثان، في كلمة ألقاها خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار، إن فيلمه الذي حصل على جائزة أفضل فيلم دولي "يظهر إلى أين يؤدي التجريد من الإنسانية في أسوأ حالاته"، مضيفاً: "نحن نقف هنا كرجال يدحضون يهوديتهم التي اختطفها الاحتلال، الذي أدى إلى صراع يذهب ضحيته الكثير من الأبرياء"، موضحاً: "كل اختياراتنا اتخذت لتعكسنا وتواجهنا في الوقت الحاضر، لا أقول انظروا إلى ما فعلوه حينها، بل إلى ما نحن عليه، يُظهر فيلمنا إلى أين يؤدي التجريد من الإنسانية، لقد شكل ماضينا وحاضرنا".

وفي تلميح إلى عنصرية الإسرائيليين ونظرتهم الاستعلائية لغيرهم، قال جوناثان: "ما نفعله ببعضنا البعض كبشر حيث نرى الآخرين أقل منا، ومختلفين عنا وبطريقة ما، خطوة بخطوة، يؤدي ذلك إلى الفظائع".